;
رمزي المضرحي
رمزي المضرحي

الطرقات في بلادنا.. لا تشلوني ولا تحطوني 2117

2010-10-04 07:16:44

هناك مثل شعبي يقول "من زاد حبه لنفسه زاد الناس له" فعندما قرأت هذا المثل الدال على الطمع والظلم والغرور المزروع في الكثيرين من المقاولين والمسؤولين وتذكرت مشكلة كبيرة في مجتمعا اليمني، أتوق كثيراً لكتابة مجلدات عنها وليس المقاولات فقط، الا وهي فساد الطرقات الإسفلتية الرابطة بين المحافظات والطرقات داخل المحافظات، وفساد الطرقات الإسفلتية ناتج عن فساد مقصود من قبل الجهات المسؤولة في وزارة الأشغال العامة والطرقات إلى محافظي المحافظات ووكلائهم ومدراء النواحي وغيرهم... كما يقول البعض ولكني أوجه أصابع الاتهام في هذا الفساد المتكرر والمعتاد في بلد التعود على الفساد والظلم كروتين دائم أرجع السبب إلى معدومي الضمير وخائني أنفسهم ووطنهم من المقاولين الغشاشين.. الذين يعيشون حياة مليئة بالمناقصات على أرواح المواطنين "السائقين" مجردين من الضمير الحي بل هم مجردون من الإخلاص الصادق لله تعالى في القول والعمل.. هؤلاء الذي لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه فيلطخون هذا الإسم الطاهر الخالي من الكذب والغش والنفاق والرشوة اليومية بعض المسؤولين الكبار والصغار منهم، فهو يدفع لهم ليس بدافع الحب أو الصداقة إنما هو شراء ضمائرهم الرخيصة، فكما قال الأديب الانجليزي "غافارني" "لو كان معنا المال الكافي لشراء كل الضمائر بما تساوي، ولبيعها بعد ذلك بما تقدر نفسها به، لكان ذلك صفقة رائعة" فهذا اليهودي يحترم ويقدس الضمير وليس دين يردعه ولكننا نملك عقيدة إسلامية وتشريعات دينية تنهانا عن الغش والخداع فإذا لم تكن لك عقيدة تردك عن ظلمك في حق نفسك وفي حق الشعب، أقلها استمع إلى ضميرك إن كان حياً، ومن هنا أنا لا أحمل المسؤولية في الفساد و الغش على المقاولين القلة من الأمراض عن سبب تعظيم كاتب هذه السطور المشكلة!؟؟
فأقول ناصح لهم كما تقول الحكمة "أن تكون فرداً في جماعة الأسود خير لك من أن تكون قائداً للنعاج".
فأنا لا أبتكر روايات من نسج خيالي أو أتكلم وأصف عن مشكلات غريبة، إنما هو الواقع الذي يعانيه كل أبناء الشعب، فكل يوم يمر علينا أرى فيه العديد من الحوادث المروعة في طرقات محافظة إب وإن لم أرى حادثاً أسمع عن الحوادث بل الكوارث الإسفلتية، الناجمة إما عن ضيق الطرقات أو الحفر المتعددة أو المطبات المتتالية أو أو أو... الكثير من الأخطاء فيقال أن نزيف الإسفلت في اليمن مشهد قتل جماعي لا يتوقف على طرقاتنا، فالسفر إصبح مغامرة غير محسوبة، ولم يعد سبيلاً للوصول بين من هم في الشتات، بل في حالات كثيرة كان عنواناً لفراق أبدي.. ونهاية دامية، حتى أمست الأسرة اليمنية مؤخراً تفضل الاتصال الهاتفي بأحبتها البعيدين، على نزيف الإسفلت المغشوش، الذي لم يرتوي بعد من دماء الضحايا..
قد يتبادر للأذهان أن نزيف الإسفلت حكر على اليمن، لكن الحقيقة المؤلمة هي أن اليمن هي الأكثر والأكبر نزيفاً ورعباً، خاصة عندما يكون ضحاياها أغلبهم من الفقراء وليسو من هواة التفحيط والسباق والاستعراض كما هو الحال في دول الخليج.. والسؤال لماذا بدى الأمر أكثر إيلاماً وأكبر خسارة، وأكثر حزناً في اليمن؟ وما هي الأسباب الحقيقية في جعلها كذلك؟؟
إخواني القراء لا أخفي عليكم أن هناك الكثير من الآراء، ا لتي تعزي كثرة الحوادث في طرقات اليمن حسب رأيها فمنهم من يعزي زيادة حوادث الطرق إلى سهر سائقي المواصلات العامة والمركبات والقاطرات ومنهم يعزي زيادة الحوادث في تعاطي القات أثناء القيادة أو قيادة السيارة بسرعة الصاروخ أو الاتصالات الهاتفية عند القيادة، وهنا أيضاً من يحل التضاريس المسؤولية في كثرة الحوادث وهناك العديد من الآراء التي ذكرناها أو نسمعها والتي نادراً ما تحدث، وإن لم تكن نادرة الحدوث فإن المسوؤلية على الجهات المسؤولة عن قيادة الأطفال وقلة الإرشادات المرورية والإرشادات المرورية.
فساد الطرقات
ولكني والواقع نتفق على أن فساد الطرق في اليمن هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن زيادة الحوادث المرورية في البلد بشكل لافت وخطير حيث لا أحد يحاسب أو يراقب، وكل واحد يعبي جيبه على حساب الوطن والشعب والنتيجة طرق تنهار بعد أسابيع والمطبات والحفر خير شاهد على ذلك فماذا يفعل السائق في هذه الحالة أكيد سيحاول أن ينجو بسيارته من المطب أو الحفر المنتشرة في محافظة إب أكثر من عدد السيارات، فيحاول السائق النجاة من الحفر أو المطب حرصاً منه على سلامه سيارته وللأسف سيجد نفسه في مواجهة سيارة أخرى.
وتسير في الطريق المعاكسة التي هي أصلاً ضيق وبالكاد تتسع لمرور سيارة واحدة وهنا يقع الصدام كالعادة.
المطبات والحفر
رجال المرور يعزون أسباب الحوادث المرورية من وجهة نظرهم إلى ما يلي:
أولاً:ـ الطرق مليئة بالمطبات المفاجئة والحفر التي تظهر من يوم لآخر.
ثانياً:ـ السرعة الزائدة وإظهار المهارات في القيادة.
ثالثا:ـ عدم وجود إشارات على جوانب الطرق مما يدل على اللامبالاة حتى ولو وجدت تكون ضئيلة جداً وكأنه لا يوجد إشارات.
رابعاً:ـ الطرق باليمن كلها ضيقة وخاصة الطويلة لا تكفي لأكثر من سيارة في أحد الاتجاهات وأخرى في الاتجاه المعاكس ناهيك عن أن أغلب سائقي السيارات لا يلتزمون بالمساحة المتاحة له وعدم الالتزام بقواعد السير...
الختام
أقول لكل مقاول ومسؤول عن حياة البشر ناصح لهم كما قال الشاعر أحمد شوقي:
وكن في الطريق، عفيف الخط شريف السماع كريم النظر
وكـــــــن رجـلاً إن أتـــوا بعـده يقولون مروا وهــذا الأثــر.
وتذكروا دائماً الحكمة التي تقول:ـ "الضمير صوت هادئ.. يخبرك بأن أحداً ما ينظر إليك.<

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد