لكن الذي لفت الأنظار وأثلج الصدور لهذه الزيارة الرئاسية المباركة لفخامة الرئيس لمحافظة أبين هذه المرة أنه جاء أيضاً لتقديم التعازي والمواساة لمحافظها الصامد الشجاع والشريف المهندس/ احمد بن أحمد الميسري بوفاة والدته الفاضلة وتفقد سير العمل الجاري بالمشاريع والمنشآت الخاصة باستضافة بطولة الخليج العربي الـ20 وليعزز جهود المحافظ الصابر الميسري من الناحيتين الإنسانية في مواساته بمصابة الجلل وللمضي في قيادة عملية التنمية والبناء وترسيخ دعائم الأمن والاستقرار التي هي هذه المحافظة أحوج ما تكون إليه في الوقت الراهن بعد كثير من الأحداث الدامية وأعمال العنف والفوضى والتخريب التي حصدت العشرات من الأرواح ومن الجرحى ومن الخراب والدمار الذي حل بالعديد من المباني والمنشآت العامة في بعض مديرياتها التي صارت منكوبة بامتياز ..
إن زيارة الرئيس لـ أبين وإن كانت سريعة ومفاجئة لها خصوصياتها ومعانيها البعيدة لعل أبرزها توجه أكثر من رسالة مشرفة لبعض الأبواق المعارضة التي تحدثت للفضائيات استحالة قيام الرئيس بزيارة بعض المحافظات وتصدرت أبين الرقم الأول في تلك الإشاعات المقرضة التي يعرف القاصي والداني إن الغرض منها تضليل الرأي العام الداخلي والخارجي .. على الأرجح أن الزيارة جاءت في توقيتها الصحيح المناسب لكسر الحواجز الوهمية لكن الأهم من ذلك كله أن يعطي الرئيس من وقته الثمين لدعوة أهم الرموز السياسية والاجتماعية بالمحافظة ومن سائر مديرياتها لـ " الجلوس معهم في لقاء مفتوح تسوده الشفافية والصراحة والوضوح ويستمع منهم بشكل مباشر إلى أوضاع أبين وتشخيص مشكلاتها والأسباب التي أدت إلى احتلالها المرتبة الأولى في عدد القتلى والجرحى ويقف مع المحافظ لإيجاد الحلول والمعالجات الملموسة التي تخرج المحافظة من مأزقها الحالي.<