;
رمزي المضرحي
رمزي المضرحي

كيف يتغلب الطبع على الثقافة والتعليم 2076

2010-10-10 07:56:09

نحن نسمع منذ القدم عن المثل الذي يقول: " الطبع يغلب التطبع" ونصدق بل ونعترف بواقعية هذا المثل وكأنه قرآن منزل من رب العالمين للناس، وهذا خطأ فضيع بأن نستسلم للمثل ونتخلى عن العقل الذي ألف مثل هذه الأمثال وغيرها.
ليست القضية في المثل إنما بمن يستسلمون ويرضخون لمثل هذه الأمثال الغبية واليائسة لأن الله عز وجل خلق لنا العقل نميز من خلاله الصواب من الخطأ وأوجد فينا الإرادة التي نستطيع من خلالها تغيير واقعنا ويئسنا ومجتمعنا وليس أنفسنا أو طباعنا فقط، أنا لا أنكر أن لكل إنسان طباع سيئة ويصعب عليه تغييرها ولكنها ليس من المستحيلات أن يغير من طباعه لكي ينسجم مع الفطرة الإنسانية في التغيير والتغير.
إن الإنسان لو استخدم إرادته في ردع الطبائع والعادات الغير مرغوبة أو السيئة، فهذا ليس بالمستحيل على الإنسان المتعلم والمثقف أو على الإنسان العاقل.
ومن هنا نتطرق إلى مشكلة من مشاكل الشعب اليمني ( خصوصي)، فالشعب يعاني من هذه المشكلة أو المادة والطبع الخاطئ، وعلى فكرة يمارسها المواطن كل يوم أو أحياناً وهو يعلم أنها عادة أو طبع خاطئ ، وبالرغم من ذلك لا يستطيع أن يعقل وينفذ ما يمليه عليه عقله لا ما تجبره عليه طباعه وأريدهم أن يتعلموا من الأمثال الصائبة أو المفيدة بدلاً من الأمثال الضارة والمهزومة فهناك مثل تركي يقول :" من فرط وقوعنا بالخطأ نتعلم ".
ولا يستسلموا للمثل القائل: " من خلق ليزحف لا يستطيع أن يطير "، بل هو قادر على الطيران لو حاول وكرر ذلك.. ومنها إن هذه الكارثة الثقافية الصحية راجعة إلى جهل وعوز الثقافة في مجتمعنا اليمني للأسف الشديد ومنها الجهل في أسماء الأدوية سواءاً العلمية أو التجارية، وهي مشكلة يعاني منها جميع لا أقول البعض من الصيادلة في الجمهورية، ويتضرر منها المواطن أكثر مما يعاني منها الصيدلي، فمثلاً في الأسبوع الماضي وأنا في إحدى الصيدليات لأحد أصدقائي أقبل علينا رجل جاء من الريف وكان لديه باكت لدواء فارغ يريد منه، ويريد من الصيدلي نفس هذا الدواء فأعطاه الصيدلي علاجاً مشابهاً في المفعول بل أفضل منه بالفعالية وأقوى منه، فرفض هذا المواطن الجاهل أخذ العلاج وأصر وألح على طلبه قائلاً :أشتي مثل علاجي نفس الباكت ونفس السعر ونفس ونفس.." فحاولت بكل فضول إقناع هذا المواطن بأنه نفس الدواء وشرحت له لمدة لا تقل عن الساعة، ولكنه أدبر واستكبر على نفسه وذهب بدون علاج، فأنا لم أحاول إقناعه لكي يشتري الدواء بل لكي يفهم ويعقل ولا يكرر الخطأ ولكن للأسف إن المجنون أفضل منه فهناك حكمة تقول "المجنون عندما يعرف أنه مجنون يقترب من العقل".
إخواني القراء نقول بل نعذر هذا المواطن الغير متعلم لأن العلم هو السبب أحياناً، ولكن المصيبة هي أحياناً في المتعلمين والمثقفين عندما يصرون على نفس الدواء وخاصة إذا كان الدواء الذي لديه أقل فعالية من العلاج المطلوب من الصيدلي، أما إذا كان العكس فذلك ممكن ويدل على وعي وثقافة المشتري أو المواطن .
أما في اليوم الثاني وأنا في نفس الصيدلية عند صديقي، قدم إلينا شاباً وسيماً نظيفاً يرتدي بدلة سوداء يمشي بتبختر وكأنه "عنتر زمانه" وبيده حقيبة دبلوماسية فخال لي أنه مدير أو وكيل أو دكتور أو أستاذ كبير أو مسؤولٍ كبير، المهم فما إن دخل إلى الصيدلية فطلب دواء باسمه أي "أريد علاج كذا" فغمرني الفرح والفخر قلت إن الدنيا بخير وإن هناك أناس مثقفين ومتحضرين في بلد الجهل، فهذا أخيراً سيؤنس علي عناء الشرح والإقناع فما إن أعطاه صديقي بديلاً آخراً قد لا يكون أفضل من الذي أراده الشاب ولكنه مشابه له تماماً، فانسحب الشاب بطريقة دبلوماسية غبية، وفضل أن يمر على جميع صيدليات المحافظة لكي يحصل على الموجود في كل صيدلية والمشكلة أن الشاب مستعجل لأن لديه حالة مرضية تستدعي الإسراع في العلاج، ولكني تحسرت وسأتحسر حتى يتغير الشعب ويتثقف، وقد صدقت الحكمة التي تقول :" للذكاء حدود ولكن لا حدود للغباء".


الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد