بمناسبة الاحتفال بيوم الطفل العربي أدعو بل أتمنى من كل أبناء اليمن المخلصين لوطنهم وشعبهم إلى جعل هذا الاحتفال مناسبة لتكريس الوعي العربي بضرورة الإحاطة بالطفولة وإيلائها المنزلة التي تستحقها ضمن السياسات الوطنية وإيمان المجموعة الدولية بالاهتمام بهذه الطفولة ودعم قدراتها الإبداعية كخيار استراتيجي لتنشئة أجيال متوازنة قادرة على الإبداع والتطوير.
بل وأدعو المجتمع العربي إلى توفير الظروف الملائمة لتعزيز الإحاطة بالأجيال الصاعدة في ظل مناخ تربوي ونفسي واجتماعي يشجع على المبادرة والابتكار والإبداع وفتح أمام الطفل العربي جسور المشاركة الفاعلة بما يقتضيه ذلك من دعم لذوي الأسرة أمام كل الأطفال بالمنطقة العربية واليمنية خاصة.
ويجب العمل على ارتقاء الأوضاع لكل الأطفال اليمنيين والعرب ولا سيما ذوي الاحتياجات الخصوصية وفتح فرص رحبة أمامهم للانخراط في عالم الغد بأوفر مقومات النجاح.
ونستطيع بإرادة قوية أن نبرهن للعالم على إرادة قوية وراسخة لإعلاء بنيان الطفولة والمبادرة إلى تطوير التشريعات ووضع الاستراتيجيات، والبرامج من أجل الإحاطة بالطفل وتربيته على المشاركة والإبداع وحمايته من شتى مظاهر العنف والاستغلال في إطار منظومة واضحة المعالم تشارك في وضعها وتنفيذها مختلف الأطراف الوطنية المعنية في بلادنا اليمن.
إخواني القراء لا يمكن لأحدنا إنكار الواقع المعاش، فهناك الكثير عندما يرزق أحدهم بطفل، يواجه نوعاً من المسؤوليات عليه، ولكنه يواجه هذه المسؤوليات مسروراً ، وأهم هذه المسؤوليات هي إتاحة الخبرة الكافية للطفل حتى يتعلم العيش، أو بمعنى آخر، إحاطته بالجو الذي يمكنه من التقاط المعرفة الصحيحة، بأصول الحياة العائلية ومن اكتساب التجربة السليمة بالحياة عامة وخير بداية يبدأ بها الطفل حياته، تتمثل فيما يراه وتتفتح عيناه عليه هي أسرة سعيدة فإن جو السعادة الذي يسود البيت المعدوم عند الكثيرين في بلادنا... يبعث في نفسه الشفافة البريئة شعوراً بالاستقرار والأمن والطمأنينة.
ومن خلال ذلك يبدأ بالتعلم كيف يصوغ حياته، وكيف يتعاون مع الآخرين فالبيت هي المدرسة الأولى بل هي نواة المجتمع والدولة، لأنها المصنع الذي يمد المجتمع والدول والأعضاء، وهي المسؤول أيضاً عن إخراج أعضاء صالحين منتجين فيه.
وبعد مرور سنوات الطفولة، يحين الوقت الذي تتفتح فيه مداركه ويداخله الفضول إلى معرفة سر وجوده في الحياة، ويفضل للأبوين الحكيمين ألا يتهربا من الإجابة بل يجب أن يشرحوا له ببساطة ووضوح دون تجاوز لمدى أو مستوى مداركه فإن ما يتعلمه في تلك الفترة قد يكون في المستقبل درعاً تقيه الكثير من الشرور والمتاعب في حال استفسر عن تلك الأشياء من أصحابه وأصدقائه المقربين إليه.
فكم من فتاة ساذجة أسرف أبواها في إخفاء حقائق الحياة الجنسية عنها، فلما كبرت وبلغت سهل التغرير بها لأنها لا تعرف شيئاً عن عواقب الاتصال البدني بين الذكر والأنثى فدمرت حياتها ومستقبلها.
أيضاً نؤكد أن الوالدين الحكيمين هما أقدر الناس على تبصير الابن، والبنت بحقائق الحياة وأدرا بأهم هذه التعاليم - ما يتعلق بالزواج والأسرة - إذ تقاس ثقافة الأمة وحضارتها بما تمتلك من برامج ذات أهمية مناسبة لنمو وتطور الطفل لتحقيق التكامل المنشود.
لهذا هناك أنشطة وفعاليات دولية وبرامج تنفذها دائرة شؤون الطفل ويجب أن نعمل بها ومنها:ـ المشاركة في المؤتمرات والملتقيات ومشاركة الأطفال في ملتقى النشء المبدع والمثقف الذي تنظمه جامعة الدول العربية .. والعمل على تنفيذ العديد من الاستراتيجيات والمبادئ الخاصة بالطفل العربي وتنفيذ مسابقات فنية وأدبية تهدف إلى تحفيزهم في الإبداع في المجالات الفنية والأدبية.
إعداد الدراسات في مجال الطفولة مثل (دراسة مؤسسات ما قبل المدرسة ) وغيرها من الأنشطة والفعاليات .<