بعض الأحياء في العاصمة زنجبار محافظة أبين تشهد هذه الأيام اهتماماً ملحوظاً من قبل المحافظة بهدف بعث وإحياء مشاريع عانت طويلاً من الركود والإهمال جراء شفط الموازنات والمبالغة في تفخيم العقبات التي من شأنها أن تقف حجر عثرة دون إنجاز هذا المشروع أو ذاك غير أنها بالطبع لم ولن تقف عثرة في إهدار مخصصاته ثم الترقيع في أحسن الأحوال بمشاريع أخرى أشبه ما تكون بالوجبات السريعة التي تجدها على ناحية الشوارع حيث يكون للفشل فيها نصيب الأسد.
وكم هو جميل أن تبذل الجهود وأن تلمس الجدية لنفض الغبار عن مشاريع وإخراجها إلى النور بعد أن ظلت حبيسة الأدراج أو مكرسة على رفوف المكاتب ولم تزد عن كونها مجرد حبر على ورق لا أكثر ولا أقل إلى مشاريع واقعية وقيد التنفيذ.
ومن الجميل أن تصل هذه المنجزات إلى مدينتك أو حيك أو شارعك لكن الأجمل منه بالتأكيد أن تكون ذات جدوى وفائدة وللمدى البعيد وليست لفترة آنية أو خدمة لمصالح ضيقة ووسيلة للكسب السريع أو كما يقول العامة مشاريع "مخارجة ومشي حالك" وما الطريق الممتد من البترول القديم وحتى تقاطع باجدار وبأشجاره الذي شهد عمليات المسح والتسوية ولم يسفلت حتى اللحظة وما زال يندب حظه العاثر حتى يومنا هذا كشاهد عيان إلا أنموذجاً.
ولذلك فما أصعب أن تجد على الواقع لوحة خلابة من جهود ونشاط دؤوب وإخلاص النية في إنجاز مشروع كمالي من قبل مكتب الأشغال العامة على حساب مشروع آخر يعد من الضروريات ويفتقر إليه هذا الحي أو ذاك.
وعلى سبيل المثال ما يشهده أحد أحياء زنجبار وتحديداً الأوراس من جهود مكثفة تمثلت في عمليات المسح والتسوية بهدف رصف الشوارع وتأهيلها لتبدو بالمظهر اللائق إلا أن الجهات المعنية قد فاتها ما هو في غاية الأهمية وهي عدم وجود الشبكات الخدمية وبالأخص الصرف الصحي ما يتطلب العمل على تنفيذ مشاريع وإصلاحات من قبل إدارة المياه والصرف الصحي قبل بدء أعمال الرصف لهذه الشوارع وقبل أن يقع الفأس في الرأس وحتى لا يفاجأ المواطن بعد حين بجرافات جديدة تجهز على ما أنجز سيما وأن المواطن قد أستحسن اللفتة الكريمة بإخراج هذه المشاريع إلى حيز الوجود لترى النور وأعرب في الوقت نفسه عن مخاوفه وأوضح عن تساؤلاته عما إذا كانت هناك مصداقية وجدية في إنجاز هذه المشاريع وهل هي ناتجة عن دراسة واجتهاد قبل أن تدخل حيز التنفيذ ومع ذلك فشل في الحمول على إجابات شافية فاكتفى بموقف المتفرج.
وفي الأخير نطرح التساؤلات بين يدي الأخوة في الجهات المعنية وما إذا كانت تمتلك وسائل تقنية حديثة للتغلب على هذه الإشكالية بكل سهولة ويسر المهم أن يتم الرصف على أسس صحيحة حتى يشعر المواطن بحلاوة المنجز.
عفاف سالم
مشاريع بحاجة إلى إعادة نظر 1737