وأخيراً وبعد العديد من التوقعات والتحليلات السياسية والتحديات والقلاقل والزوابع ا لهشة التي حدثت في بلادنا خلال الأيام والأسابيع الماضية عن أمكانية استقبال اليمن لخليجي 20 جراء الأوضاع السياسية والأمنية التي يخوضها اليمن من أزمات مع الحراك الجنوبي أو الحوثيين أو القاعدة الذين يسعون إلى خلخلة وزعزعة الوطن المضياف والإساءة بسمعته والأضرار بمصالحة.. قد لا يكون هذا حقداً أو بغضاً منهم على الوطن إنما على من يحكمونه ولكنهم أولاً وأخيراً ينفذون مخططات تدميرية لأجندة خارجية أو عملاء يمنيين في الداخل والخارج ولكن إراده الله عزوجل وعزيمة وحب الشعب اليمني لوطنه أبت إلا أن تتصدى لكل من تسول له نفسه بالمساس بمصالح اليمن.
ونلاحظ هذا قولاً وفعلاً من أبناء اليمن وأختزل أبناء عدن الأبية بكل أطيافها وأحزابها ومواطنيها الذين أصروا على استضافة خليجي "20" في عدن.. وما نراه كل يوم من استعدادات وحفلات راقصة تراثية وبهيجة وفرح في كل حي بل في كل زقاق من هذه المدينة الغراء التي تسلب البّ وتجلب الأفئدة فتثير الإحساس بالأمان وتحفز الشعور بالراحة والبهجة والسعادة.
نعم.. لقد استطاعت اليمن أن تستقبل الخليجي وتستضيف جماهيره ومنتخباته بكل سرور وفخر لتثبت للعالم بأكمله أن اليمن هي بلد الأمن والاستقرار وبلد العزة والإباء ووطن الشرف والشهامة والكرم ـ بل هي بلد الإيمان كما قال عليه الصلاة والسلام "الإيمان يمان والحكمة يمانية" فمن دخلها فهو آمن.
هكذا يعبر أبناء الشعب اليمني في كل يوم وكل مكان سواءً في الأسواق أو المجالس أو المؤسسات أو المجلات أو حتى على "النت" وهكذا أيضاً تكشف العروبة اليمنية الأصيلة لاستقبالها الوفود الخليجية المتتالية بكل فرح وترحيب وهتافات ترحيبية منبثقة من سويدا القلب بل تكاد تنطق أحجار وجبال وأشجار وأنعام وبحار هذا الوطن ترحيباً بضيوفها الخليجيين وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على أصالة وشهامة هذا الوطن وهذه الأرض الطيبة، فما طيبة وكرم هذا الشعب إلا من أصالة وطنه.
ومن هنا تعجز أنامل كاتب هذه السطور عن الترحيب بإخواننا الخليجيين أمراء ومسؤولين ومنتخبات وجماهير بل وتثني عليهم بالشكر الوافر لمساندة أخوانهم اليمنيين وذلك بكسر حاجز التحدي والتخويف والتهديد والتحذير من أعداء الوطن لغرض إفشال هذا الحدث العظيم في وطن العظماء والشرفاء.. فأصر وحرص أخواننا الخليجيون على إقامة الخليجي "20" في اليمن ليثبتوا هذا مصداقية أخوتهم وأن مصلحة اليمن هي مصلحتهم ووحدته من وحدتهم.. وهكذا هم الخليجيون.
