في ظل الزخم الكبير الذي تعيشه محافظة عدن مع فعاليات "خليجي 20" والذي

تجلى في أبدع صوره في تلك الحشود الجماهيرية الكبيرة التي ملأت ساحات الملاعب

في عدن وأبين أو التي طافت شوارع محافظة عدن وهي تستقبل الضيوف الأعزاء من

دول الخليج والعراق.. هذا الزخم الذي ارتقى بمستوى هذه الفعالية الرياضية

لتتصدر فعالياتنا خلال السنين الماضية وليأخذ هذا الحدث المركز الأول ضمن مشايعنا

الوطنية بكل ثبات وامتياز!! فكيف حدث هذا؟؟ وكيف استطاعت عدن أن تعطي

لهذا المشروع الرياضي كل هذا الاهتمام؟؟ وكيف تمكن أبناء هذه المحافظة بكل فئاتهم

أن يصنعوا هذه اللوحة الوطنية الرائعة؟؟.

أسئلة كثيرة تضع نفسها أمامنا اليوم حتى نستطيع أن نخرج من هذا الحدث وبكل

الخلاصات التي تحتاج إليها اليوم في مشروعنا الوطني.

وللتعاطي مع هذه الأسئلة نقول بداية: لولا الرؤية الوطنية الثاقبة التي أمتلكها صاحب

هذا المشروع لما كان لهذا المشروع بداية، وعليه فإن النظرة الثاقبة للأخ/ رئيس

الجمهورية في تبني فعالية رياضية اجتماعية تشد اليمنيين في داخل البلد وخارجها وكذا

محيطنا من دول الخليج والجزيرة إلى خارج مربعات المهاترة والمكايدة والجدب

السياسي.. هذه النظرة في تبني هذا المشروع هي البذرة التي نحصد من خلالها

اليوم كل هذا النجاح.. هذا النجاح الذي جعل اسم عدن تردده ملايين الحناجر وجعل

اليمن على كل لسان وجعل الصفات النبيلة لمواطنينا الأعزاء هي ما يتبارى إخواننا

وأشقاؤنا في الإشادة بها والثناء عليها.

والكل يعلم أن حملات ظالمة قد تم ترتيبها قبل هذا الحدث الرياضي على هذا البلد وأبنائه

الطيبين الوطنيين المخلصين، حتى كادت هذه الحملات أن تحرمنا حقنا وتمنعنا ماهو

لنا!! لولا الإرادة السياسية الصلبة التي امتلكتها قيادتنا السياسية.

أمر آخر يجب التأكيد عليه ونحن نتعاطى مع الأسئلة السابقة.. ألا وهو حيوية

المواطن اليمني وقدرته في كافة محافظات الجمهورية وفي محافظة عدن على وجه

الخصوص على التفاعل الرائع مع مثل هذه الأحداث، ولقد كان تفاعل أبناء عدن وأبين

ولحج فوق الوصف.

إن من شاهد الجماهير الوفية وهي تتدافع إلى ملعب 22 مايو الاثنين الماضي مع افتتاح

الدورة يدرك أن هذه الجماهير لازالت تختزن الكثير من الحب والوفاء والعطاء لهذا

الوطن.

إن هذه الجماهير هي التي أرتقت بهذا المشروع إلى مستوى الحدث الوطني من خلال

وعيها وعفويتها وإيمانها في أن تتمتع وأن تنتزع حقوقها التي حاول الكثيرون من القصُر

في المجال السياسي أن يعبثوا بها.

إن الاتجاه إلى شحن الجماهير فيها لا طائل ورائه إلا المزيد من الانشقاقات والتصدعات

في الصف الوطني اتجاه خاطئ وعلينا بدلاً من ذلك أن ننظر إلى احتياجات الناس

الأخرى وأن نسارع إلى تلبية هذه الاحتياجات وأن إرهاق المواطنين بمشاريع سياسية

تفتقر إلى الحد الأدنى من التماسك والتجربة وحسن التقدير سيدفع الناس إلى اليأس

والقنوط والسلبية والعنف وهذا ما لا يرجوه أي غيور لأهله وأحبابه.

وعليه: فإن ما جرى في محافظة عدن من اندفاع ثقافي كبير للمواطنين في إنجاح هذا

الحدث واحتضان الأخوة الأشقاء الضيوف هو بحاجة إلى النظر فيه بشكل ايجابي

لنستمر في خدمة المواطنين في المجالات التي يتحمسون لها بأدنى التكاليف.

وربما يقول قائل: إن ما أنفق على هذه الفعاليات مليارات كثيرة ولكن المنصف يرى

أن المردود على المستوى الوطني والإقليمي أكبر من تلك المليارات بكثير، فيكفينا في

هذه اللحظة التي تحاول فيها بعض القوى الدولية جرّ اليمن إلى مستنقع الإرهاب وتشويه

صورتها يكفي أننا نقيم هذه الفعالية بهذا النجاح والتميز الكبير، يكفينا أن المئات من

المواقع الالكترونية والصحفية والقنوات الإخبارية والأعداد الكبيرة من الإعلاميين الذين

وفدوا إلى عدن قد تغيرت الصورة في أذهانهم تماماً وعرفوا حقيقة الظلم والتشوية الذي

أصاب بلادنا وأدركوا في نفس اللحظة كم هو عظيم هذا اليمني، وكم هي جميلة بلده،

ناهيك عن تقديرهم لما وجدوه من الإمكانات والتجهيزات والكفاءات التي حضيت بها

البطولة.

إن المواطن اليمني بشكل عام وأبناء عدن بشكل خاص أثبتوا خلال مراحل عديدة..

منذ الإطاحة بالإمامة ونيل الاستقلال الوطني بخروج المستعمر في الثلاثين من

نوفمبر.. أنهم يقفون مع المشاريع الوطنية بكل قوتهم حتى لو كلفتهم الكثير.

وما هذه الفعالية الرياضية "خليجي 20" إلا تأكيد على أن عدن "خليجي 20"

هي عدن مشاريعنا الوطنية، وعلى الجميع أن يدرك أن مواطننا لا يزال هو المؤتمن

على مشاريعنا الوطنية وأن يبحث عما يريده هذا المواطن وسيجده وفياً معه ولو في

أحلك الظروف، وحتى يستمر مشوار العطاء.. علينا أن نستمر في إدارة عجلة