إن منتخبنا الوطني الذي كنا نعلق عليه أمالاً كبيرة في بطولة خليجي عشرين التي تتم فعالياتها في محافظتي عدن وأبين، قداخفق في بطولات الخليج السابقة، فيما كان يعتلينا التفاؤل في قدرته على تحقيق نتائج أفضل في أرضه وبين جمهوره، وكنا نطمح من خلال هذه البطولة إلى إحراز اللقب لأول مرة في تاريخ منتخبنا الوطني مع المدرب الكرواتي ستر يشكو، خاصة بعد أن تم الإنفاق على المنتخب مليارات الريالات في سبيل إعداده وتجهيزه لخوض هذه البطولة، والتي بدأ الإعداد لها قبل أكثر من سنة ونصف وما يتقاضاه المدرب الكرواتي خير دليل، حيث بلغ قيمة التعاقد معه مليون ومائتي ألف يورو وهذا يعتبر المدرب الأغلى في تاريخ اليمن .
المدرب ستر يشكو الذي تحدث كثيرا عن جاهزية المنتخب ، وأكد انه سيفجر مفاجأة في خليجي عشرين وانه سيحقق ما لم يستطع تحقيقه أسلافه، واستعرض عضلاته مع عدة منتخبات بأسمائها الكبيرة بينما لا نعلم من أين تم تجميع لاعبي تلك المنتخبات، وقد صرح ستر يشكو قبل بداية البطولة أن المنتخب اليمني لم يعد منتخب أبو نقطة مثل سابق البطولات الخليجية، فانخدعت الجماهير الرياضية أمام تلك التصريحات والهنجمة التي كما يبدو أن المدرب تعلمها من قيادة الاتحاد الفاشلة، فقابل ذلك نتائج سلبية بل سيئة جدا فهي لم تكن في الحسبان وكانت تقريبا الأسوأ من بين بطولات الخليج، مما جعل الجماهير تصدم بهذا المستوى الهزيل، فلم يكن عند مستوى طموح الجماهير اليمنية، فقد خذلها وأخجلها من خسارة خليجي عشرين في أرضها والخروج مبكرا بل أن منتخبنا كان أول الخارجين من البطولة بعد إعداد وتجهيز دام أكثر من عام ونصف .
إذا نظرنا إلى تصريحات المدرب ستر يشكو فهي لم تكن خائبة بقدر ما هي كانت صائبة وكانت في محلها لأنه بالفعل استبعد لقب المنتخب السابق الذي عرف به وهو أبو نقطة، فصنع لنا ما لم نكن نتوقعه، وما لم نكن نتخيله يوما فقد صنع لنا ستر يشكو في هذه البطولة منتخب أبو صفر وسلة من الأهداف، أربعة/ صفر أمام السعودية واثنين/ واحد أمام قطر وثلاثة/ صفر أمام الكويت، وهذه هي النتائج التي استطاع أن يحققها لنا المدرب الكرواتي صاحب لقب أغلى مدرب في تاريخ اليمن، فهو لم يبدأ البطولة إلا بعد أن استغنى عن النقطة التي كنا نحصدها في بطولات الخليج الماضية فلم يستطع استعادتها بعد بدء البطولة، فلماذا لا نطلق على هذا المدرب لقب أبو صفر؟ .
وبعد خليجي عشرين، فهل يا ترى سنظل نبحث عن التعاقدات الأغلى ثم الأغلى، وهل سنظل نعتمد على المدربين الأجانب الذين لم نحقق بعدهم إلا الخسائر وصرف ملايين الدولارات التي لم نجن بعدها إلا المشاركات الهزيلة لا أقل ولا أكثر؟، فلماذا لا يتم الاعتماد على مدربين وطنيين أمثال المدرب/ أمين السنيني الذي اثبت نجاحه مع منتخبنا الوطني للناشئين، منتخب الأمل الذي تأهل إلى كاس العالم للناشئين قبل سنوات وغيره الكثير من المدربين الوطنيين الأكفاء الذين من الممكن أن يقدموا أفضل من ستر يشكو، وهل سنعتبر من الخدع الرياضية في المباريات الودية مثل التي خدعنا بها ستر يشكو واتحاد كرة القدم الفاشل قبل انطلاق بطولة خليجي عشرين أمام عدد من المنتخبات الكبيرة كالسنغال؟.
