كثيرة هي الكتابات والأطروحات والتحليلات التي تناولتها وسائل الإعلام المختلفة سواءً كانت محلية أو عربية أو عالمية ، حول السقوط المدوي والغير متوقع لمنتخبنا الوطني في بطولة "خليجي20" .
والحقيقة الناصعة التي تبرهن أسباب هذا الإخفاق الذي أصاب الجماهير اليمنية بصدمة شديدة ، نتجت عنها حزن وإحباط بعد أن كان الأمل كبير والطموح جامح بان تكون هذه البطولة نقطة تحول من إخفاقات متلاحقة إلى نجاحات مستمرة في المستقبل .
الحقيقة .. إننا تباهينا بالكم ولم نتنبه للكيف.
أقصد تباهينا بحجم الميزانية الغير مسبوقة في تاريخ الكرة اليمنية التي أنفقت على إعداد المنتخب لهذه البطولة والتي تجاوزت 6 مليار ريال .
تباهينا بفترة إعداد هي الأطول منذ ولادة لكرة اليمنية عام ونصف تخللها معسكرات داخلية وخارجية ومباريات ودية .
تباهينا .. بعاملي الأرض والجمهور والتصريحات الرنانة من مسؤولي الإتحاد العام لكرة القدم والجهاز الفني واللاعبين بأن المنتخب سيذهب إلى أبعد من الظهور المشرف فحسب ، وهو ماحصل بالفعل وذهب إلى أبعد من ذلك ولكن إلى الأسفل .
الحقيقة .. لم نتنبه لمستوى الفرق والمنتخبات التي لعب معها المنتخب خلال معسكرات الإعداد الداخلية والخارجية .. الحقيقة .. البطولة كشفت هشاشة تلك المعسكرات التي خانت المنتخب وخانت الجماهير والمتابعين ، والتي ظهر فيها المنتخب بلا شخصية بلا هوية فنية واضحة بإستثناء بروز بعض المهارات الفردية لبعض اللاعبين أبرزهم النجم الكبير أكرم الورافي وعلاء الصاصي .
الحقيقة .. وهذا من الأسباب الرئيسية لإخفاق المنتخب ، العامل النفسي وأنا اجزم من وجهة نظري الشخصي أن المنتخب لم يتم إعداده نفسياً ، في كيفية التعامل مع مباراة الافتتاح والتي قصمت ظهر البعير ، وكيفية التعامل مع المباراة عندما يكون المنتخب متأخراً بهدف أو هدفين وأيضا التعامل مع الضغط الجماهيري ،وما شاهدناه في الثلاث المباريات التي خاضها المنتخب ، عندما يلج مرماه هدف يصاب بإحباط ويأس وكأن المباراة انتهت ولا مجال للتعويض وهذا يبرهن غياب الإعداد النفسي تماماً.
وبعد أن نجحت البطولة بحمد وعون الله نتمنى ألا تكون هناك قرارات بعد البطولة تعيدنا إلى نقطة البداية ويجب أن يستمر المنتخب تلى نفس وتيرة الإعداد ومعالجة الأخطاء والسلبيات خاصة وأمامنا إستحقاقات قادمة أهما التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014م بالبرازيل.