لا شيء يجلب العار أكثر من تقاعس المقتدر عن القيام بواجبه، هذا بالتحديد الذي ينطبق على الشرعية وداعميها، وهم يرون بأم أعينهم جماعة الحوثي الطائفية وهي تفتك بأبناء حنكة آل مسعود في قيفة رداع، ضمن مخططها لفرض نمطها الثقافي الطائفي على منطقة عُرفت بمناعتها العقائدية التاريخية أمام محاولات الأجيال البائدة من عتاة التشيع.
لا يرغب أبناء قيفة بأكثر من أن يعيشوا بسلام يمارسون حياتهم الطبيعية ويصلُّون في مساجدهم ويعلمون أبناءهم القرآن الكريم وعلومه، ويتفقهون في الدين، في وضح النهار وفي المدارس والمساجد، يرفضون بقوة الانصياع لبرنامج الإذلال الثقافي الذي تنظمه جماعة الحوثي للناس في أقبية تحت الأرض، بهدف تغيير تصوراتهم الطبيعية حول الدين والدولة، ويرفضون الوصاية الطائفية على ممارساتهم الدينية عبر المشرفين الذين تحاول جماعة الحوثي فرضهم على أهالي حنكة آل مسعود.
الأمور في غاية الوضوح، هناك مواطنون شجعان لا يقبلون الضيم، ويتعرضون لحرب غاشمة من جماعة انقلابية، والمطلوب هو مساعدتهم بكل الطرق الممكنة، وتأمين المدد الذي يعينهم على صد العدوان. ليس المطلوب خوض حرب شاملة، بل منع وقوع الحرب على مواطنين يمنيين مسالمين. هذا لن يهدد الهدنة المخادعة التي فرضها المتدخلون الخارجيون على الشعب اليمني، وفق حسابات غاشمة وإجرامية، ولن يغير قواعد اللعبة، ولن يتصادم مع الخطوط الحمر الأمريكية.
أمريكا التي تورطت في حرب إبادة في قطاع غزة، وجدت نفسها تتعامل مع تداعيات هذه الحرب في الأرض اليمنية ومياهها، وتشتبك عسكرياً مع الطرف الذي دعمته بالطيران المسير في أكتوبر من عام 2014 بينما كان يقاتل في قيفة أشرف رجال اليمن بجريرة أنهم إرهابيون. والحقيقة هو أنه كان يصفي ثأراً قديماً مع حائط الصد العقائدي المنيع في محافظة البيضاء.
السفارة الأمريكية أصدرت بياناً لافتاً وغير متوقع تدين فيه ما تقوم به جماعة الحوثي في قيفة، ويمكن أن يحتسب كعامل ضغط على السطلة الشرعية وحليفها السعودي، للخروج من حالة التقاعس المعيب والتخلي غير المبرر عن المسؤولية في حماية الشعب اليمني من جرائم الجماعة الانقلابية في حنكة آل مسعود وفي غيرها من مناطق اليمن.