إن النجاح الذي حققته الجمهورية اليمنية في استضافة البطولة الخليجية بشهادة جميع الوافدين من قيادات ولاعبين ومن مشجعين وإعلاميين – الجميع من دون استثناء وقد أشادوا بالجهود التي هيأت للبطولة كل مقومات النجاح من تفاعل وتشجيع في أجواء سادها الأمان والأمن سواء أكانت من قيادتنا السياسية الحكيمة أم جماهير شعبنا الأبية أو المؤسسات الأمنية وجنودها المجهولة التي لعبت دوراً فاعلاً وبارزاً في تأمين هذا الحدث التاريخي الكبير الذي تشهده بلادنا وإن كان من نجاح يذكر فإليهم ينسب ولرصيدهم يحسب .
وإن كانت القيادة السياسية قد حققت النجاح في الاستضافة وجماهير شعبنا في التفاعل والإمتاع فالأجهزة الأمنية حققت النجاح في اليقظة والجاهزية العالية والنشاط الدؤوب في القيام بواجبها والاضطلاع بدورها بكل مسؤولية واقتدار وحرصاً على توفير الأجواء الآمنة ما أكسب هذه البطولة طابعاً متميزاً وتفاعلا منقطع النظير .
الجدير ذكره أن الأداء الأمني الناجح قد وردت الإشادة به في أكثر من مناسبة من مشاركين وضيوف كرام بل وعلى ألسنة المعلقين الرياضيين، سيما تلك التي وردت على سبيل السخرية من لاعبي منتخبنا البائس حينما قال أن اليمن قد أمنت عدن وعجزت عن تأمين مرماها .
نعم أمنت عدن عندما ما وجدت الإرادة الصادقة والمؤازرة الحقة من قبل الجميع والنية الخالصة لوجه الله وعجزت رياضيا عندما سادت الأنانية وعدم الشعور بالمسؤولية، عندما فقدت الهمة وتحكمت فئة بسمعة اليمن بسوء الانتقاء والوساطة .. ثم بتصريحات نارية أعقبتها خسارة مدوية بهزائم متلاحقة ونكسات متتابعة، ما جعلنا نتساءل أين حصاد مجزرة الأموال وأين ثمرة التدريبات ، ومن المسؤول عن كذبة صدقناها وإن كان هنالك من ذوي الدخل المحدود ممن مد يمينه ليصير بطلاً حقيقاً وليس مجازاً فقد ملأ المدرجات ورفع العلم الوطني وهتف بملء صوته "حيوا اليماني حيوه" ومع ذلك ابتسم بروح رياضية وسط أجواء متخمة بالعناء متناسياً جوعه وفقره ومستمتعاً بلحظته حامداً الله والذي لم يجعل فقره بين عينيه كشأن غيره الباحث عن المزيد رغم يسر حاله .. فالحدث كبير وجدير بالاهتمام وفرصه للترويح عن النفس .
إذاً فتحية لأولئك الذين افترشوا الطرقات واحتملوا المشقات وكل من سبخت الرياح أعينهم ولفحت الشمس الحارقة أجسادهم وكوت حرارة الإسفلت والأرصفة ابدأنهم ولكل من يلتحفون السماء ويرابطون في العراء .
فما كان للبطولة أن تنجح وما كان للأِشقاء أن تطمئن وللأفواج أن تتدافع وللجماهير أن تظهر بذلك المظهر الحضاري وتعكس الروح السمحة والصورة الطيبة المحببة لولا تميز جهود البواسل التي أثنى عليها فخامة رئيس الجمهورية من جماهير وجيش مغوار وأمن بطل إذا هذه شهادة حقيقة وإشادة صريحة بالكفاءات الأمنية ودورها البارز وإن كانت الكلمة بمثابة البلسم الشافي وقد نزلت عليهم برداً وسلاماً فلفتة التكريم لا تقل أهمية عنها ومن شأنها ان تصنع المعجزات في شعذ الهمم ورفع المعنويات وتجدد الطاقات الخيرة كلما أسندت إليهم المسؤوليات الجسام وأوكلت إليهم المهام العظام ويحفظ للوطن هيبته وللمواطن كرامته .
فهل تحظى وزارة الداخلية وغيرها بهذه اللفتة الكريمة من قبل صاحب الفخامة ؟ والجنود المبذولة والمعلومة هل تحظى بلفتة كريم من قبل قيادتها سيما المهضومين منهم ممن لا يمتلكون كتفاً ولا وساطة ولا حول لهم ولا قوة ؟ .. نأمل ذلك .
عفاف سالم
تحية لوزارة الداخلية ولجماهير شعبنا الأبية 2083