كثرت طوابير الألم وتنوعت أشكالها في الحياة الاجتماعية اليمنية حتى صارت هاجساً مفزعاً لمن يكتوي بنارها ممن لا حول لهم ولا قوة.. وهم كثر بل وكل الشعب اليمني ناقص 5% وهم شريحة المتسلطين على رقاب الأمة والذين أذاقوها صنوف القهر والتجويع والظلم.
وحين تنظر إلى تعدد هذه الطوابير تشعر وكأنك تقف أمام مشاهد بؤس تتكوم في مدن السعيدة التي تزخر بالخيرات الظاهرة والباطنة ولكنها تحجب عن مستحقيها ليلتهما غول الفساد الذي لا يشبع كمثل جهنم.
بلد لا تنقصها الخيرات وشعبها يرزح تحت سطو الفقر والمعاناة أليس ذلك تناقض ينم على حقيقة هذه السلطة الهشة وغياب العدالة وامتهان المواطن المغلوب على أمره.. طوابير العذاب من استلام المرتبات عبر مراكز البريد إلى طوابير الغاز إلى طوابير الوفود إلى طوابير المتسولين لدى الجمعيات الخيرية والشركات التجارية إلى طوابير الباحثين عن العدالة التي ماتت وهي تائهة ولم تجد من يوارى جثمانها الثراء.. فتعفنت فشم رائحتها الناس وظنوا أنها قريبة منهم ثم طوابير لقمة الخبز على أبواب المطاعم في هجير الظهيرة والحر اللافح في المناطق الساحلية حيث يتكوم الأطفال وبعض النساء.
 هذا التعدد في طوابير الهوان يكاد يقضي على بقايا تطلعات الناس بأن تزول الأوضاع المتردية في ظل انسداد أفق الحوار السياسي بين المعارضة والحاكم وإنهيار الأوضاع الأمنية بصورة مريعة في كل مناطق اليمن وإن كان أشدها في المحافظات الجنوبية.. فشمال الشمال ليس بأحسن حال منها حيث خطى خطوات نحو الانفلات وصارت صعدة أشبه بالحكم الذاتي الخاص بالحوثيين.
* صانعو الطوابير
وكل هذا الوجع العام من طوابير الذل الداخلي إلى نظيراتها الخارجية المتمثلة في طوابير النظام الحاكم على أبواب التسول ممن ما يسمى بأصدقاء اليمن وهم أعداؤه الحقيقيون الذين أساءوا سمعة اليمن أمام العالم أجمع بكثرة التسول.. أقول كل ذلك بسبب السياسات الفاشلة لحزب الفشل الدائم كونهم يقودوه من أزمة إلى أزمة وآخرها إقدامهم على الإعلان عن خوض الانتخابات بمفردهم والانقلاب على شركائهم في العملية السياسية حسب اتفاق فبراير وهي خطوة أشبه ما تكون برصاصة الرحمة على الاستقرار السياسي اليمني وعلى الوحدة اليمانية أن تمت في هذا التوقيت الذي يشبه إلى حد كبير ما يجري في السودان.
 فإن إجراء المؤتمر للانتخابات بمفرده سيزيد الأوضاع تفاقماً لا محالة وربما، لا يهمهم ذلك طالما هم سادرون في غيهم حتى الآن وإذا سارت الأمور على هذا النحو فابشروا بمزيد من الطوابير على مشارف الحدود مع الشقيقة الكبرى وأن طالهم سوء العذاب فهو أهون وأرحم من حكم الحزب الحاكم.