;
يوسف الحاضري
يوسف الحاضري

مكافحة الفساد أقوال لا أفعال 3663

2011-01-31 04:38:05


كثر الحديث عن الفساد والمفسدين, فالكل يشكو من الفساد وأهل الفساد ونتائج الفساد, وتعددت المعاني والتعريفات للفساد والمفسدين.. فالكل مجمع ومتفق على أن الفساد هو: أخذ ماليس لك فيه حق سواء كان مالاً أو وظيفة أو أرضاً أو أي شيء.. ومن يأخذ هذا الشيء أو يساعد على هذا العمل أو يتغاضى على هذا العمل يدخل ضمن اسم الفاعل للفساد (فاسد).
 واشتدت حدة الفساد ونخرها في عظم الوطن والمواطن, غير أن الكل مساهم في هذه العملية قاصداً كان أو غير قاصد ,مستفيداً كان أو غير مستفيد, راضياً كان أو مغصوباً, عالماً بهذا أو جاهلا.. فالفساد والحياة اليومية أصبحتا جزءاً لا يتجزأ منها وأصبحنا نتعاطى مع الوضع كتعاطينا لقضية فلسطين أو العراق بلا حس ولا دم ولا شعور.
ولأن الفساد وأهل الفساد لهم نهاية في الدنيا مخزية والآخرة أشد وأنكى.. ولعل أحداث الشوارع العربية والتي تثور هنا وهناك نتيجة طبيعية لهذا الفساد بجميع أنواعه وأشكاله سواء كان فساد مالياً أو إدارياً أو إجتماعياً أو سياسياً أو دينياً أو حتى فكرياً, ولأن لكل فساد رجال أنشأوه واستفادوا منه وتعايشوا معه وعاشوا بين جنباته وأستنشقوا هواءه وأرتشفوا قهوته وتغذوا من بين أضلعه وهم معروفون في كل زمان ومكان والكل يتكلم عليهم بدأ من الصحافة والإعلام والقضاء وأجهزة الرقابة والمحاسبة في الدول والمعارضات وكل الشعوب والكل يتفنن في وصفة بأجمل العبارات وأحسن الكلمات وأبغض الوصف وأقسى التهجم وكلٍ في وصفه يتفنن.
 ولأني لن أخوض في غمار هذا البحر لأنني خضت فيه مراراً وتكراراً وغيري يجاهد في العمل من أجل هذا فسأغير طريقي في هذا الوصف قليلا وسأنحو بطريق آخر ولكنه متعلق تمام التعلق بهذا الموضوع من خلال الحديث عن ( فاسدين شرفاء أو بتعبير آخر فاسدين يكافحون الفساد ).. فبلادنا العربية عامة ويمننا الحبيب خاصة يغمره الفساد غمراً من رأسه حتى أخمص قدميه والكل مشارك فيه وبلا إستثناء مع اختلاف القدر والتقدير في هذه العملية الروتينية اليومية.
 ولكن ما شدني للموضوع أكثر وجعلني أعطي لقلمي العنان في التعبير والتحدث وبجرأة عن هذا الموضوع وجود بعض المتنفذين في الدولة من رؤوس الأموال أو بالأصح مليارديين يمنيين كسبوا ثروتهم وكونوها من خلال هذا الطريق ثم نهجوا بعد ذلك لمحاربته وإدعاء الشرف وبأنهم ملائكة رحمة وبأن قلوبهم مع اليمن واليمنيين وترى علامة الوقار تكسو وجهه وحاجبيه مثله مثل الفنانين والمغنيين في عصرنا هذا.. يستمتعون بكل ألوان الفن والغناء ويحصدون أموالاً طائلة ويعصون الله في الأرض ويغضبونه.. حتى إذا شاب وبلغ من العمر ما بلغ وأصبح غير مرغوب في الوسط الفني تجد النساء يتحجبن والرجال يتوبون والمشكلة الأشد أن نشاهدهم دعاة في القنوات التلفزيونية وكأنهم قضوا جل عمرهم متنقلين من دار علم إلى دار علم ومن بين يدي عالم إلى آخر وكأنهم لم يحييوا حفلات ماجنة وراقصة وتحتوي على كل المشروبات الروحية المحرمة وكل أنواع النساء العاهرات الماجنات.
 فهذا دأب بعض الذين يشدوا على سواعدهم لمكافحة الفساد بعد أن أسسوا الفساد وتاجروا في الفساد وتغذوا من الفساد ونمت أجسادهم وأفكارهم في الفساد وأصبح كل ريال في ثروتهم من الفساد وإلى الفساد والآن نراهم يتبجحون وبدون أن يكون في وجوههم قطرة ماء, تخلوا من الحياء ولم يستحوا على الإطلاق.. متناسين أنهم فاسدون مفسدون في الأرض نمت ثروتهم بالفساد.
 فيا عجبي من هؤلاء الشرفاء الفاسدين, وتجدهم يتبجحون في قنواتهم وصحفهم وينادون بالقضاء على الفساد كالذي يكبر بين يدي والدته وبعد أن يشتد عوده يدعو الآخرين للقضاء عليها ـ متناسين أن الشعب من أقصاه إلى أقصاه يعلم سيرته الذاتية وتجاراته الفاسدة وعندما سُئل ذات يوم عن هذا الشيء اعترف بكل وقاحة وقال أنا في ظل نظام فاسد, يعني أعترف بملء فيه أمام الملأ أن أملاكه جاءت بالفساد وأصلها الفساد والحرام وما كان أصله الحرام فالنار أولى به ظنا منه أنه بهذا التصريح سيجعل الشعب يثور على النظام الحالي متناسي أن تصريحه هذا إمتداد لسياسته الفاسدة.
 ولو كان أو بالأصح لو هو شجاع ويسعى لمحاربة الفساد فعليه أن يضع أمواله وأملاكه وملياراته بين يدي مفتي ديني ويسأله عن الحلال والحرام وليكن مفتي من غير حاشيتة وحزبه لأنهم معروفون بالزور والبهتان وفتاواهم معروفة بأنه وفقا لمصالحهم , وليسأل هذا المفتي عن الحلال والحرام في هذا الشيء وكيفية التعاطي البناء مع هذه الحالة وما يجب علية القيام به لتبرءة ذمته قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا حلة ولا شفاعة, فيا ريت أن ينهج مثل هؤلاء منهاج بعيدا عن مكافحتهم للفساد والدعوة لكفاح الفساد ولله در الشاعر القائل في وصف هذا وأمثاله:-
يا أيها الرجل المعلم غيره.... هلاّ لنفسك كان ذا التعليم
تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى .....كيما تصح به و(أنت سقيم )
لا تنه عن خلق وتأتي مثله...( عار عليك ) إذا فعلت عظيم
فالعيب كل العيب والعار كل العار أن يصبح المنافق داعية ويصبح الفاسد محاسبا ويصبح السارق قاضيا.. فالشرفاء هم فقط الذين يجب عليهم أن يحملوا فوق رؤسهم مسؤولية هذا الوطن ومشاكله ومحاربة فساده وليس هؤلاء المتنفذين على الدولة.. بل على هؤلاء أن يفسدوا ويتلاشوا من أمام أعين الناس وألا نرى وجوههم بين فينة وأخرى في التلفاز أو الصحافة يتكلمون وكأنهم صانعوا المجد لهذا الوطن وأبناء هذا الوطن.. فالوطن وشرفاء الوطن في غنى عنكم وعن فسادكم.. ولتبقوا في بيوتكم تتنعموا بنار فسادكم في الدنيا.. فنفوسنا جميعا تشمئز من رؤية وجوهكم.. وأفواهكم تتناثر منها تصاريحكم الغوجاء والهوجاء والغوغاء ..والتحية كل التحية للشرفاء من أبناء وطني الحبيب ..ولا عزاء للفاسدين المنافقين .
Yusef_alhadree@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد