;
يوسف الحاضري
يوسف الحاضري

الأمن والإيمان والتنمية 2078

2011-02-07 05:20:41


- خُصت كل البلدان والقرى والمدن بالأمن والأمان وارتبطت هاتين الكلمتين مع كل شيء جميل وعكسها كلمة الخوف التي دلت على كل شيء مخيف.. فالإنسان في المعمورة ومنذ استخلافه في الأرض يبحث عن الأمن من

أجل ذلك خص الله سبحانه وتعالى بيته الحرام بهذه الميزة فقال جل وعلا {وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَماً آمِناً يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقاً مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }

القصص57.
وقد وصف جل وعلا الأمن لقوم صالح بأمن بيوتهم ومساكنهم {وَكَانُواْ يَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ }الحجر82 وربط يوسف عليه السلام دخول أهله لمصر بالأمن وقال {فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ

مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ }يوسف99.
 ولقد قدر الله لمملكة سبأ العيش الرغيد والتنقل الآمن فقال جل وعلا في وصفهم {وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ }سبأ18.. وربط الأمن بالرسالة

ودلالاتها ومعجزاتها بل إنها أهم ميزات يطمئن بها الله رسله ويربط بها على فؤادهم.. فقال عن موسى علية السلام {وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ }

القصص31, ووعد الله سبحانه وتعالى رسوله النبي الأمين بأن يدخل مع من آمن معه البيت الحرام آمنين مطمئنين محلقين رؤوسهم ومقصرين بعيدين كل البعد عن الخوف وأتبعهم بنصر وفتح مبين فقال جل من قال {لَقَدْ

صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً }الفتح27,.
 ولعل أعظم مكافأة لعبادة الصالحين في الدنيا تكمن في توفير الأمن لهم.. وأشد عذابها زوال الأمن وإستبداله بالخوف فقال جل وعلا ضارباً في هذا مثلا {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ

مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ }النحل112، حتى أن الله سبحانه وتعالى وصف دخول المؤمنين الجنة بالأمن فقال {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ }الحجر46.. فالأمن والأمان جُل ما

يبحث عنه الإنسان في هذه المعمورة.. فكلما توفر الأمن توفرت معه كل أساليب الحياة والرفاهية والاستقرار والتنمية وعكس ذلك بالخوف والحروب والمشاكل والرعب يرتبط معها كل الدمار والقتل والتشريد والتخريب,

ولأن التنمية مشتقة من الأمن فمن هنا تأتي أول أولويات أي حكومات أو قيادات لتوفيرها للشعوب.
 فالاستقرار من مميزات الشعوب المتقدمة والجوع والخوف والرعب من مميزات الدول المتأخرة عن ركب المجموعة ,وأيضا الشعوب والجماعات والأفراد دورهم هام جداً إن لم يكن الأهم في ترسيخ وتوثيق أسس الأمن في

مجتمعهم الذي يعيشون فيه وألا يسعون دائما للخراب والدمار وترويع الآخرين.. فهذه الأرض هي مرتع لهم ولأبنائهم كما كانت موطنا لآبائهم وأجدادهم.. فمنها خلقهم الله ومنها ترعرعوا وفيها تعلموا وبين ترابها

سيدفنون.. فليتعاون الجميع في كل مكان وزمان لترسيخ عماد الأمن والتنمية لأن زوالها ترسيخ لحالة الجوع والخوف والخراب والتي هي سمة بائسة لكل العصور والبلدان.
ولأن أساس وجود الأمن هو الإيمان بالله فقد جعل الله سمات للشعوب المؤمنة على الإطلاق.. فالإيمان والأمان والتنمية أصولها ثابتة مشتقة من الأمن وقد كرم الله كل مؤمن بهذا ونزعها من كل مشرك فاسق {وَكَيْفَ أَخَافُ مَا

أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الأنعام81 وكل ظالم في هذه المعمورة لا يعرف للأمن لذة ولا طعماً.. فالخوف مسلط عليه من رأسه حتى أخمص

قدميه.. ولعل الكلمة الشهيرة التي قيلت في حق الخليفة الراشد عمر بن الخطاب فاروق الأمة رضي الله عنه (حكمت فعدلت فأمنت فنمت ).
 فالعدل عندما يكون سمة الحاكم فإن الأمن سيكون له مذاق آخر بل أنه لن يخاف إلا من الله.. فالعدل والظلم مسببان للأمن من عدمه {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82 ومن هنا

يظهر لنا بأن الأمن الاجتماعي للأفراد والمجتمعات والحاكم والمحكوم مسؤولية الجميع بلا استثناء فالحاكم يجب أن يتحلى بلباس العدل المطلق في تعاملاته مع محكوميه والمحكومين يجب عليهم العمل على ترسيخ الأمن في البلد لأن

حصادها الأمان والتنمية.
Yusef_alhadree@hotmail.com

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد