;
وضحة عبده
وضحة عبده

هل كنا نعيش في كذبة ؟! 1778

2011-03-16 02:05:34


عندما تسير في شارع التغيير تتنفس هواءً لم تعرفه ولم تكن حتى تفكر أنه موجود في اليمن.. هواء عليلاً غير مخلوط برائحة القهر والإحباط, ولا حالة الشعور بأنك لا شيء في محيط الكرة الأرضية, (يمني وأفتخر) يقولها شبابنا باعتزاز وهم يحضنون العلم اليمني بكل فخر, فها نحن نٌسمع العالم أجمع أن اليمن ليست تلك الدولة المليئة بالفقر والحروب والهمجية, هنالك صورة جديدة ترتفع مع كل هبة ريح تحرك به العلم اليمني, مع كل هتافات ترتفع في فضائيات بلا حواجز, هنا الشباب اليمني الحر، الذي قرر أن يصنع التاريخ ويلتحق بركب الأحرار من عدن الساحرة إلى صنعاء الأبية, هنا الشباب الذين سطروا التاريخ من بعد الزبيري في تعز، أب، في المكلا والمعلا, من هنا نصنع يمناً جديداً ونصدر للعالم صورة لم يألفها.
استفقنا ذات يوم على هذه الأيام التي لا تصدق, ونشعر أننا محظوظون أنها قابلتنا في الطريق, كيف كنا سنظل؟ لو تخوفنا وقلنا: لن نغامر أو نراهن ولن ننزل لساحات التغيير المباركة؟ لن ندع الحلم يهرب منا فنحن لم تعد تخيفنا تلك الأشباح التي صنعوها ونصبوها لنا كالببغاء في القنوات الإعلامية, صرنا نكره الخطابات الترهيبية بأن اليمن سترجع لعصور الجاهلية لو رحل الزعيم, تخطت الشعوب هذه الألقاب التي كانت تركعها بذل -الزعيم والقائد وصاحب الفخامة والسعادة – وصارت الشعوب تطالب بمن تحكمه الآن لا من يحكمها.
نسير في شوارع الحرية، نقابل كل فئات الشعب اليمني, نحاول أن نتآلف مع بعضنا، أن نفهم بعضنا.. قد يحتاج هذا بعض الوقت، لكنك تكتشف أننا صرنا هنا بكل اختلافاتنا, وأفكارنا, ومناطقنا, واتجاهاتنا ومعتقداتنا نشكل اليمن الجديد, والفكر المتنوع لليمن القادم.
 تقابل صاحب البيض, ومن يبيع البطاط, ومن يوزع الأعلام والميداليات, وأصحاب البسطات, فتزيد إصراراً بأنك هنا من أجل قضية عادلة, ولم يعد يدهشك كيف ينزع القبيلي سلاحه ويقف جوارك مثلك سلمياً يتعرض للنار ويستمر في اعتصامه السلمي, لقد كانت كذبة ظلت تطاردنا لعقود ـ أن اليمن لو غير القيادة فستتحول إلى حرب قبلية, وتدرك أن اليمنيين شعب مسالم يقدم السلم قبل الحرب, لذلك ظلت خطابات الأمان ونزع فتيله هي خطابات منتهية الصلاحية بلا منافس..
تحدث أخوك في المناطق الجنوبية, تجده يتخوف مما تتخوف منه - أنه يرغب بالأمن ولا يريد الانفصال - ويحدثك عن أعلام الحراك المدبرة وكيف أحرقوها, وتدرك أنك عشت في كذبة أخرى ضيعت حلمك لأعوام..
هل كنا نعيش في اليمن أم كنا نعيش في مجموعة من الأكاذيب الملفوفة على رقابنا؟ حتى أننا كنا نتنفس غباراً؟! كم من الكذبات سوف نكتشفها وكم سوف نصدم؟ وهل سنستطيع أن ننسى كل تلك الأعوام التي مرت بعمرنا ولم نتحرك؟ وهل سيأتي اليوم الذي نقول فيه "رحل الفساد وبقيت اليمن" وهل سنتنفس هواءً أنقى وأشد عبقاً مما نتنفسه الآن في ساحات الحرية؟ أسئلة ستجيب عنها الأيام المقبلة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد