بات من المؤكد أن عاصمة محافظة أبين قد تشهد خلال الأيام القليلة المقبلة مسيرات زحف من الأحياء التابعة لها وستكون الوجهة مؤسسة المياه كما يتردد على الألسنة فبوادر التذمر والاحتجاج تدق كل باب وتقرع أجراس الإنذار وتكسر حاجز الصمت الذي فاق قدرة الاحتمال في أغلب المنازل والأحياء التي تتكبد شراء البوز والأخرى ممن تعتمد على الوسائل الحيوانية من حمير وجمال كونهم من معدومي الدخل أو محدودية.
لقد سئم الناس من ممارسات مؤسسة المياه التي تتعامل بمنتهى البرودة وغاية الفتور مع الشكاوى المتزايدة جراء انقطاعات المياه المستمرة والتي كثير ما تمتد لفترات زمنية طويلة ونحن لانعلم إن كانت المؤسسة تنظر إلى هذه الخدمة على أنها نوع من الكماليات وليست من الضروريات وبالتالي تتجاهل حاجة الناس إليها ولم تحرك ساكناً، أم أن ما يردده الشارع هو الصحيح، حيث يرون أن المؤسسة تتعمد قطع المياه وأن المسألة مزاجية وليست ناتجة عن عطب، كما يزعمون والغرض منه حصول المؤسسة على نسبة من أصحاب البوز الذين وجدوا لبضاعتهم رواجاً.
الجدير أن مجموعة من ممثلي الأحياء المحرومة من هذه الخدمة يناشدون المحافظ الزوعري باتخاذ خطوات فاعلة وليست مجرد توصيات تضرب بها عرض الحائط والناس قد طفح بهم الكيل ومع ذلك ما زلنا نوصي بالصبر.
وكما قال أحد المواطنين أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً والمياه لا تصل إلينا إلا بعد اتصالات وتوسلات تؤكد عزم العباد على الخروج والتظاهر وهم يحملون الأواني والأوعية ويجوبون بها الشوارع والطرقات حتى يخرجون بنتائج وليس بوعود تذهب أدراج الرياح، فالأسابيع والأشهر تتابع من دون أن نلمس أي خطوة إيجابية وجادة وكل ما نحصل عليه هو وعد عرقوب عقب كل اتصال وهذا طبعاً في أحسن الأحوال إن لم يغلق المدير تلفونه أو يتجاهل الاتصال.
وفي الأخير نأمل أن تضطلع مؤسسة المياه بواجبها، فالمواطن المغلوب على أمره قد أحتمل الكثير من الصبر والمشقة على أمل أن تفرج وتعود المياه إلى مجاريها التي تعرضت للصدأ هنا وللجفاف هناك، سيما وأن مشكلة المياه قد غدت الشغل الشاغل والهاجس الدائم الذي يثير القلق وعدم الارتياح في كثير من الأحياء التي تفتقر إلى هذه الخدمة الضرورية، فقد جعل ربكم منها كل شيء حي وتبقى الكلمة الأخيرة للمؤسسة الموقرة، وللسلطة المحلية.
عفاف سالم
بين يدي مؤسسة مياه أبين 1809