جراحنا تنزف ليس منذ يومين أو شهرين, بل من سنين، هذا البلد ينزف ليس بطلقة نار أو بمسيل دموع, نحن نداري جروحنا منذ عقود ونقول نعيش على الجرح والجوع والفقر من أجل الأمن والاستقرار..
ذلك الأمن المزيف الذي تدعيه السلطة لإخراس أفواهنا من أن تطلق أنين الوجع, ومن وراء لعبة السكوت تنتفخ الكروش من خيراتنا وخيرات بلادنا..
ما يحدث اليوم في اليمن شيء مخزي، عار علينا والله الصمت إزاءه، حيث تريد السلطة أن تخرس الجميع وتهدد وتعتقل من يتحدث, تقتل ولا تفرق بين كبير وصغير, تمارس علينا أعمال البلطجة بالشوارع وتروع السكان والمدنيين, تسفك وتلاحق الشباب في الحارات والشوارع وتقتلهم بإصابات مباشرة بالرأس والصدر والعنق, وتضرب مسيلات دموع بغير حساب، حتى أنها تسقط في بعض البيوت..
ما هذه السلطة المجنونة التي تلعب بالرصاص والأسلحة وتهدر الدماء دون وازع ضمير, هذا الوجع يكبر من اجل من؟ من اجل شخص اخترناه ليحكم بلادنا، فحكم على شبابنا بالقتل والترويع, هذه الديمقراطية كذبة وشعار غطت به السلطة جرائمها المروعة, والقانون كذبة ثانية (فقيران) ينقل من (عدن) بعد أن قتل شبابنا هناك (لتعز)، ليغسل يده من دمائها, في وقت قرر النائب العام اليمني برفع صفة الضبطية القضائية عنه على خلفية اتهامه بالإفراج عن قاتل الشهيد(أحمد دروي), لا السلطة شرعية ولا الحاكم شرعي ولا الأمن في (تعز) شرعي والكل ضد قانون هذه البلاد ودستورها..
في الأيام الماضية لم تترك القناة اليمنية خبراً إلا وروجت له عن الإزعاج الذي يسببه المعتصمون لسكان الحي, فلماذا لا تتحدث عمن أصيب بسكتة قلبية من أصحاب المحلات نتيجة الطلق الكثيف للنار, ولماذا لا تنقل سحب الدخان التي كتمت صدور السكان في (تعز) ودخلت لبيوتهم من كثر مار ميت المسيلات في الشوارع وارتفع دخانها وأصاب الكثيرين بالاختناقات , لماذا لا تنقل ما يحصل بأمانة وتدعي للحظة أنها قناة تعبر عن الشعب اليمني وليست مستأجرة لعلي عبد الله صالح وأعوانه, هذا النظام يتهاوى لأنه قائم على مصلحة فرد على حساب الشعب, وإذا كان سيضحي بالغالي والنفيس فإنه يضحي الآن بأغلى ما يملك اليمن- شبابها- ويسفك دمائهم الغالية بالشوارع, وهذه الجرائم لن تهز المعتصمين عن قرار الرحيل بل تزيدهم إيمانناً بأن هذا النظام قد سقط وأستنفذ كل كروته وألعابه.
لشباب اليمن:
ذلك الدم الذي عطر المدينة كان أزكى عبقا رغم أدخنة مسيلات الدموع, تلك الأيدي التي هتفت تُسمع أصواتها في السماء, وذلك الطهر الذي في قلوبكم الشريفة أرقى وسام على جبين اليمن, أما أصحاب الموترات فقد علمونا درساً وهم ينقلون الجرحى والمصابين للمستشفيات بأن اليمن تملك قلوب من ذهب ونفوس أعز من الماس, وعزاؤنا لكل عائلات الشهداء في تعز والحديدة وصنعاء وكل محافظات الجمهورية..
ملاحظة وجع:
المستشفى الميداني في (تعز) يعاني من احتياجات شديدة لإعانات دوائية, فعدد المصابين بازدياد وهذه دعوة للقادرين وشركات الأدوية المساهمة في توفير ما يمكن توفيره لعلاج الجرحى والمصابين.
