تضفي الثورات الشعبية على الاجتماع السياسي مغزاه الإنساني، وتحول الشعب من ركام من البشر لا يجمع بينه إلا جامع الجغرافيا، إلى مجموعة من العقلاء يربط بينهم عقد اجتماعي مقدس، فالخنوع للسلطة غير الشرعية ليس خياراً شرعياً، بل هو لا يليق بكرامة الإنسان وإنسانيته، وترسيخ فكرة احترام الذات واحترام الآخرين هي الأساس الفلسفي للثورات الشعبية، وقد تحررت شعوبنا من اليأس والخضوع، واتجهت وجهة الأمل والعمل في صراعها مع الاستبداد والفساد، وواجب أهل الفكرة والنظر اليوم هو توجيه هذه الطاقة الشعبية المتحررة إلى تحقيق الحرية والكرامة بأقل ثمن ممكن من الدماء والأموال، وحتى نحافظ على زخم ثورتنا نضع بين أيدي الثوار هذه الإرشادات والوصايا وهي أهم الشروط الضامنة لنجاح الثورات:
1ـ صلابة الإرادة والتصميم لدى الثوار.
2ـ الحفاظ على الصورة الناصعة للثورة.
3ـ وحدة الصف والتلاحم بين القوى الشعبية.
4ـ التسديد إلى مراكز ثقل النظام.
5ـ الوعي بأجنحة النظام المختلفة ومخططاتها.
6ـ تقديم البديل السياسي حتى لا تجد فلول النظام فراغاً للتمكن.
7ـ رفض السقوف الواطنة والتغيرات الشكلية .
8ـ التمسك بمنطق المغالبة لا المطالبة.
* أما وسائل اغتيال الثورات التي تلجأ إليها القوى العتيقة، فمنها:
1) كسر الإرادة بالقمع والبطش.
2) تلطيخ صورة الثوار وتزييف الوعي الشعبي .
3) تفريق الثوار بالإغراء والإغواء.
4) توجيه جهد الثوار إلى حواشي النظام وهوامشه.
5) التضحية ببعض أجنحة النظام إبقاءً على البعض الآخر.
6) سد الفراغ الذي تحدثه فوضى ما بعد الثورة.
7) تقديم بدائل مزيفة ترفع الواقع ولا تغيره.
8) تحويل الثورة إلى حركة مطالبة دون مغالبة.
ولعل ما يعين شعوبنا في ثوراتنا القائمة والقادمة استيعاب ثقافة النضال السلمي، ومما يؤسف أن ثقافة المقاومة السلمية ازدهرت لدى شعوب كثيرة، وبرهنت على فاعليتها وأخلاقيتها، وأصبح لها منظورها وفلاسفتها، لكنها لا تزال ضعيفة لدى الشعوب العربية، وباستثناء الجهود التي قدمها شباب أكاديمية التغير في مصر وتمارس اليوم في ساحات الحرية والتغيير في يمننا الحبيب، وأخيراً أقول لكم أصبروا وصابروا ورابطوا، فالنصر قادم بإذن الله.