في المنزلق الخطر الذي يمر به الوطن حالياً بين ثورة الشعب ورفض الإهانة والظلم والاستبداد الذي ظن أنه قد تخلص منه في ثورة "26 سبتمبر" سنة 62م، وبين أنصار الرئيس/ صالح الذي يعتقد البعض منهم - حد قولهم – أنهم أوفياء ومخلصون وهم في الحقيقة أصحاب مصلحة سابقة أو حالية، وإما أنهم يجهلون معنى الوطنية والحرية وهم كما وصفهم أحد المشائخ انقسموا إلى "3" فرق أو أقسام، فالقسم الأول: خرج عن موالاة وطاعة الظالم، خوفاً من الله عز وجل وحرصاً على نجاح الثورة، والمعجزة التي تحدد مصير أبنائهم مستقبلاً، والقسم الثاني: مؤيدون للثورة الشعبية في حقيقة الأمر ولكنهم لم يعلنوا انضمامهم وتأييدهم للثورة، خوفاً على مناصبهم ومصالحهم، أما القسم الثالث: فهم البلاطجة الذين يقومون بإثارة الفوضى والفتن في الوطن، فيسعون إلى زعزعة الأمن والاستقرار في كل أنحاء اليمن.
ومن هنا تبدأ الفوضى والإشكالات وأنا من هنا أود تنبيه إخواني الشباب حول قطع الطرق أو الشوارع احتجاجاً على انعدام الغاز بأنه أسلوب متطرف، في محافظة إب مثلاً وفي العديد من محافظات الجمهورية والذي حدث الأسبوع المنصرم من قطع للشوارع الرئيسية والفرعية داخل المحافظات وخارجها، وكان هذا أسلوب همجي ومتطرف من بعض الشباب الغاضب الذي مل وأحبط في طوابير تعد بالمئات من المواطنين الذين يظلون ويباتون على أبوب محلات ومحطات الغاز للحصول على دبة غاز، فلا يجدونها وأن حصلوها عليها اشتروها بأسعار باهظة قد تصل إلى 4000-5000 ريال وهذه الفوضى والأزمة سببها وصنعها النظام، ليصل إلى ما يقوم به الشباب من فوضى الآن من قطع الطرقات على إخوانهم الذين هم أصلاً من الشعب المظلوم والمغلوب والذين يبحثون عن دبة غاز طوال النهار ولا يجدونها.
إذن لو فكرنا قليلاً ما ذنب صاحب السيارة أو الباص أو الشاحنة من إخواننا عندما تقطع عليه الطريق؟ وهل سنستفيد عندما تقطع الطريق؟ أي بمعنى هل قطع الطريق والشوارع على أنفسنا أو إخواننا سيحل الأزمة؟، أم أنه سيعالج الأزمة الأولى بأخرى قد لا يحمد عقباها وإيصال النظام إلى ما يسعى إليه.
وهذا الموقف يذكرني بمثل شعبي يقول "كل من حيره قدر وأنا على حمار خالتي"، فعلي صالح ونظامه يعاملون الشعب اليمني بمبدأ انتهازي وسياسته المعروفة كما يقول المثل "جوع كلبك يتبعك"، ولكنهم نسوا أن هناك ثورة شعبية ترفض الانتهازية والاستبداد والفوضى أيضاً.
هناك أخبار تقول أن من يقومون بهذه التقطعات هم من أنصار النظام الذين يسعون إلى إثارة زوبعة وفوضى في الوطن، عموماً سواء أكانوا من أنصار النظام أو من أبناء الشعب، فهم أولاً وأخيراً مسلمون وعرب وهذه الأعمال السيئة لا تمت لديننا الإسلامي الحنيف والطاهر بصلة، وتتناقض مع ديننا وسنة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، ناهيك عن كونها منافية لعادتنا وتقاليدنا اليمنية الأصيلة.
لذا أتمنى من الذين يقومون بهذه الأعمال المسيئة أن يتخلوا عنها حباً للوطن وحرصاً على سلمية الثورة، وأنهي مقالي بالقول لهم ولغيرهم "مراجعة الحق خير من التمادي في الباطل".
الحل لأزمة الغاز:
التظاهر السلمي والاحتجاج أمام مبنى المحافظة ليل نهار، حتى يتم توفير مطالب المواطنين من مادة الغاز المحتكرة في الأسواق السوداء.
رمزي المضرحي
لا لقطع الشوارع!! 1956