أكتب مقالي ولا أعرف من أين أبدأ، ولا استطيع التنبؤ بما سأنهيه أو كيف سأنهيه، لأن البداية غالباً ما تكون أسهل من النهاية، ولأني عزمت على خوض الغمار في ساحة الثوار وقررت الانضمام إلى قافلة الأحرار من شباب التغيير في كل بقاع الوطن المنهوب، أولئك الشباب الذين يقيمون في ساحات الحرية تحت أشعة الشمس الحارقة نهاراً، ويبيتون في دياجير الظلمات وشدة البرد القارس ليلاًً، وزادهم الإرادة والصمود والعزيمة، بدلاً من الطعام الذي بالكاد يصل إليهم، فيتخذون من الصبر سلاحاً لهم ومن الإرادة زاداً لهم ومن الوطنية لباساً لأجسادهم ومن الفرقان دستوراً لهم، فيستمدون طاقاتهم وإرادتهم وإصرارهم على إسقاط النظام من ذكرى ماضيهم وحاضرهم المليء بالظلم والفساد والنهب والسرقات وسلب الحقوق والحريات وسياسة (فرق تسد) التي ينتهجها النظام الحالي.
إذاً ما يقوم به أبناء اليمن الأحرار من إعتصامات سلمية في شتى عواصم المحافظات، يعتبر وسيلة فعالة جداً وحضارية وسلسة وأن لم تكن سريعة المفعول ولكنها ستصل إلى ما تريد، فإرادة الشعوب لا تقتهر وقد سبق وسمعنا فضيلة الشيخ/ عبدالمجيد الزنداني يصف هذه الاعتصامات السلمية بالاختراع وأن من قاموا بها يستحقون براءة اختراع لما لها من صدى وقلق مخيف على أفئدة الفاسدين والمخربين، ولكن للأسف والسياسة المتخبطة الفاشلة تتصرف كالمجنون في الظلمة، لا يعرف من هو ولا ما يريده وإلى أين يتجه وأين سيصل؟
حقيقة احترت وأحتار معي الشعب في إرضاء السلطة، فإن قاوم بالسلاح والإختطافات والاغتيالات، قالوا إرهابي ومتطرف ومخرب وأن اعتصم الشباب أو الشعب اعتصاماً سلمياً قام بلاطجة الحاكم من جنوداً أو مدنيين مسلحين بمنع الاعتصامات بأساليبهم الساذجة الفاشلة كما في تونس ومصر وليبيا وللعلم فحسب فتوى الشيخ / يوسف القرضاوي ( الظلم وإضاعة حقوق الناس يجيزان للشعوب الخروج على الحكام وتحقيق الحرية مقدم على تطبيق الشرع ).
ومن هنا أنصح كل أبناء الشعب اليمني الحر إلى مواصله المسيرة والاستمرار في الاعتصامات السلمية وأذكرهم بالحكمة التي تقول ( الضربات القوية تهشم الزجاج لكنها تصقل الحديد ).
رمزي المضرحي
كيف نرضي السلطة؟ 1767