;
رمزي المضرحي
رمزي المضرحي

سفينة النظام تغرق في يم الثورة 1978

2011-05-30 03:05:41


بينما يراقب الكثيرون مجريات الثورة اليمنية السلمية التي أذهلت العالم ويصفون النظام بالسفينة التي تغرق في بحر الثورة العميق تذكرت قول الرسول علية الصلاة والسلام " مثل القائم في حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقاً، ولم نؤذ من فوقنا! فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا، ونجوا جميعاً "
صورة عجيبة تلك التي تتمثل في النفس من قراءة هذا الحديث.. صورة حية شاخصة موحية معبرة.
وإن هناك لجمال بديع في هذا التشبيه بالسفينة، فالحياة كلها هذه السفينة الماخرة في العباب، لا تكاد تسكن لحظة حتى تضطرب من جديد، ولن يكتب لها السلامة والاستواء فوق الموج المضطرب حتى يكون كل شخص فيها على حذر مما يفعل، ويقظة لما يريد.
والمجتمع اليمني أو الوطن كله هذه السفينة.. يركب على ظهرها البار والفاجر، والمتيقظ والغفلان، وهي تحملهم جميعاً لوجهتهم، ولكنها - وهي محكومة بالموج المضطرب والرياح من جانب، وما يريده لها الربان من جانب - لتتأثر بكل حركة تقع فيها، فتهتز مرة ذات اليمين وتهتز مرة ذات الشمال، وقد تستقيم على الأفق أحياناً أو ترسب أحياناً إلى الأعماق..!
وإن كثيراً من الناس لينسى - في غمرته - هذه الحقيقة، ينسى سفينة المجتمع أو سفينة الحياة، ينسى فيخيل إليه أنه ثابت على البر، راكز راسخ لا يضطرب ولا يزول؛ كعلي عبدا لله صالح وبقيه الزعماء العرب وأقاربهم وأعوانهم في الفساد والنهب والقتل من أجل الكرسي الهش
ومن أجل ذلك يفجر أو يطغى..
ولو تذكر من استكبر وطغى أنه ليس راكزاً على البر؛ ليس دائماً في مكانه، ولا خالداً في سطوته، وإنما هي رحلة قصيرة على سفينة الوطن لو تذكر ذلك ما استكبر ولا طغى، ولا اغتر بقوته الزائلة عن الحقيقة الخالدة، ولعاد لمصدر القوة الحقيقية في هذا الكون، يستلهم منه الهدى، ويطلب منه الرشاد، ويسير على النهج الذي أمر به وارتضاه للناس.
ولو تذكر من يفجر وينحرف أنه ليس راكزاً على البر، وإنما هو منطلق على العباب وأن كل حركة يأتيها تتأثر بها السفينة فتهتز، لو تذكر ذلك لما ترك نفسه لشهواته ولانحرافاته، ولعمل حساباً لكل خطوة يخطوها وكل حركة بتحركها حرصاً على نجاته هو ونجاة الآخرين..
ولكنها الغفلة السادرة التي تخيم على الزعماء والملوك.. إلا من آمن واتقى وعرف ربه واهتدى إليه.
والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يدرك هذه الغفلة التي ترين على قلوب الناس، فيحذرهم منها، ويصورها لهم في صور شتى، من أعجبها وأبلغها هذه الصورة التي يرسمها هذا الحديث، صورة السفينة الماخرة في العباب..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

ياسمين الربيع

2024-12-25 22:01:31

رهانُ الحزم..

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد