أجزم أنكم ستصدقونني عندما أقول لكم إنني لا أكاد أستقل أحد الباصات أو السيارات أو أياً من وسائل المواصلات إلا وأرى نزاعاً حاداً ينتهي أحياناً بالشتم والسب والضرب أحياناً أخرى، فمنهم من يستحوذ على عقله الغباء والجهل أو الذل أو الشفقة أو المصلحة من النظام الفاسد المستبد، فيدافعون عن الرئيس/ صالح بكل الوسائل والطرق، أما الجدال أو البلطجة ومنهم من يدافع عن الثورة الشعبية الحرة بالجدال أيضاً وبالاعتصام في ميادين وساحات الحرية.
وحقيقة فإنني كلما كنت بين رجلين أو مجموعتين في أي مكان سواءٍ في وسائل النقل أو المجالس أو الأسواق أو مكان العمل أو في مطعم أو مقهى إنترنت أو بقاله... إلخ.
أراهم يتجادلون ويتشاجرون بحدة، فهذا مع الرئيس وهذا مع ثورة الشعب والغريب أنهم لا يتفقون في الأخير، فإذا كنت بينهم التزم الصمت المنصت، فكما تقول الحكمة "لا تجادل سفيهاً فيؤذيك ولا عالماً فيغلبك"، فيتسلل إلى خافقي نوعاً من الخوف والحسرة الممزوجين بالأمل المشرق، أما الخوف، فهو من الفتنة وأما الحسرة، فهي على أقلية الشعب الجاهل أو المستفيد من النظام وأما الأمل، فهو عندما التمس حماس الشباب الثائر ضد النظام الجائر.
ومن هنا وهناك فما اختزلته من الحديث الشائع في الشارع فأغلب الحديث هو لماذا لا يرحل علي صالح ؟ وما الذي يؤخره؟
سؤال يحير المحللين والصحفيين والقادة والمعارضين والمعتصمين وكل الشعب، لاشك أن الكثيرين يجيبون على حل السؤال كلاً حسب رأيه وتفكيره.
ولكني هنا سأحاول جاهداً اختزال أراء الكثيرين من أبناء الشعب فهناك من يقول أن الرئيس يريد أن يرحل بماء وجهه أي بدون طرد كغيره في تونس ومصر ؟ ومنهم من يقول أنه لن يرحل إلا وقد دمر كل ما بناه في فترة حكمه؟ ومنهم من يقول أنه غير قادر أصلاً على إقالة ابنه وأبناء إخوانه وأقربائه من السلطة؟ ومنهم من يقول أنه يريد الاطمئنان وحماية منجزاته الضخمة والعملاقة والتكنولوجية الحديثة والمؤسسات المتطورة وغيرها ومنهم من يقول و..و... وأغلبها وارد.
وأنا أقول وهذا اجتهاد وليس إلا، هناك عدة أسباب منها:.
1. إن خوفه ليس منجزاته ولا على الكرسي، بل خوفه إذا ترك الرئاسة فاراً كما فعل السابقون، فقد يفقد كل ما نهبه على الشعب من حسابات داخلية وخارجية وقد تجمد أرصدته، لذا يطالب بتسليم السلطة ونقلها بشكل سلمي وسلس.
2. حتى ولو تسللت إلى روحه الوطنية وفكر في التنحي عن السلطة والحكم، فهناك من يكيدون له وللوطن، فيرجعوه عن عزمه الايجابي ليس حباً ووفاءً له، بل خوفاً على مصالحهم بعد رحيله.
3. يريد الرئيس استنفاذ خزينة الدولة قبل رحيله لمآرب في نفسه .
ملاحظة هامة: عن فساد صفقة الغاز المسال.
- 2 مليون دولار خسائر اليمن، نتيجة تسويق النفط الخام عبر التساهل، (60) مليار دولار خسائر صفقة الغاز مقارنة بالسعر العالمي والذي يتجاوز( 13) دولار لمليون وحدة حرارية ولا يتجاوز الغاز اليمني 3 دولارات لمليون وحدة حرارية، احتياطي اليمن من الغاز المسال (10) ترليون قدم مكعب وما قامت ببيعة الحكومة لكوريا (9) ترليون قدم مكعب يعني سيتبقى لنا ترليون قدم مكعب فقط.
- الحكومة تبيع (7) ملايين طن من الغاز المسال بـ(79) مليار ريال لشركة توتال.
- والحكومة تبيع ( 79) ألف طن بـ(84) مليار ريال للمواطن اليمني.
رمزي المضرحي
لماذا لم يرحل حتى الآن؟ 1966