;
عبدالمعين المضرحي
عبدالمعين المضرحي

بين يدي صاحبة الجلالة 2135

2011-06-15 02:11:22


تستطيع أن تضع حداً لهذا العبث والفوضى التي تعيشها البلد، بإمكانها أن تجنب اليمن المنزلقات التي انزلق أو هو في الطريق إليها، بمقدورها أن تفعل المستحيل لبلد شقيق لا يطالبها بسوى الممكن المتاح، يمكنها الإبقاء على أواصر الثقة –بقليل من الجهد والتكلفة بدلاً من ظنون السوء التي بدأت ترتاب قلوبنا ونحن نتابع مواقفها الغريبة المريبة مما يجري في اليمن.
تعددت الأطراف اللاعبة في اليمن، فتزايد ظهور التعقيدات المصطنع منها والموروث في المشهد اليمني، الأمر الذي زاده غموضاً وضاعف معه الخوف من المجهول القادم وسط تعتيم إعلامي رهيب، خيم على المشاهد الأخيرة من فصول الثورة الأولى.
هذا الواقع أفسح المجال لكثير من التكهنات، ومكن بعضها من أن تلقى رواجاً لدى بعض الشرائح في المجتمع اليمني.
والعوامل عديدة، لعل أبرزها انحياز النفط وتواطؤ الجغرافيا، جعل مصير اليمن في كثير من لحظاته المفصلية الفارقة رهين بين يدي صاحبة الجلالة.
يتساءل البعض: ما الذي يمنع السعودية ذات الثقل والنفوذ أن توقف كل الأيادي التي تحاول أن تطيش في صحن هذا الوطن؟ وتعلن موقفها القوي بكل صراحة ووضوح: إن اليمن بلد يهمها ويخص أمنها القومي والاستراتيجي قبل غيرها من دول العالم، بدلاً من أن تقزم نفسها وتلعب بالأوراق من وراء الكواليس؟!.
ذاكرة اليمن مثخنة بكثير من الجراح التي نكأت بأصابع الوصاية، والتاريخ في علاقة هذين البلدين يحوي كثيراً من الشياطين في طي تفاصيله، لكننا رمينا التاريخ جانباً وانتبذناه كبادرة لحسن النوايا تجاه بلد شقيق نسينا كل ما يفسد الود وتناسينا أشياءً كانت كفيلة بأن تطيل بيننا وبينها العتاب، لكن ثلاثة مليون نفط ثمن بخس لشعب يتوق للحياة مقارنة بمواقف الدعم المعلنة التي تشتري ود رئيس شارف على الأفول.
التعاطي مع ما في اليمن على أنه أزمة سياسية والمحاولة المكثفة لإقناع العالم بذلك استخفاف بالشعب وابتزاز صريح لحقه في الوجود المراد.
في الوقت الذي لفظت الثورة التونسية "بن علي"، احترم أكثر حلفاؤه إرادة الشعب التونسي العظيم، لتستقبله السعودية بدواع إنسانية، حاصدة بذلك الصنيع سخط التوانسة.
جاءت الثورة المصرية بعد ذلك، فزاد تشبثها بمبارك حليفها التقليدي العتيق، مارست أوراق الضغط على الغرب كي لا يتخلى عن مبارك وحين أدركوا ما لم تدرك تخلوا عنه، فأخذت منهم موقفاً وظلت آسفة عليه، ليحل عليها امتعاض الشعب المصري.
وبالتوالي دقت الثورة اليمنية أسوار السعودية أملاً أن يتغير موقفها من الثورات العربية، لتغير العوامل والمعطيات، لكنها آثرت البقاء على موقفها الغريب، متمسكة بالرئيس/ صالح، غير آبهة بشعبه وقد نجحت في الإبقاء عليه ونظامه حتى اللحظة، لكنها وبالمقابل نجحت في استعداء الشعب اليمني النسبي على الأقل.
هذه الأدوار الصغيرة للسعودية -التي نراهن على أنها كبيرة- تبدت بجلاء من خلال التحركات الدبلوماسية للسعودية وتجلى الانحياز غير اللائق بالمملكة مما سمي تجاوزاً بالمبادرة الخليجية، كان واضحاً أن هذه المبادرة خليجية الهوية، لكنها سعودية الهوى، يؤيد ذلك تعديلها المتكرر تبعاً لمزاج صالح، هذه المبادرة لم تعكس حرص السعودية على الشعب اليمن، بل عكست التدليل الزائد الذي توليه المملكة لصالح.
إننا ننتظر من المملكة أن تعيد قراءتها للواقع العربي الجديد وأن تجتهد في ممارسة دورها كدولة محورية رائدة في العالمين العربي والإسلامي وحتى الدولي وهي قادرة على ذلك إن أرادت.. ولذلك نعتب على المملكة لأننا نراها تعطل دورها الإقليمي في العالم العربي والإسلامي –رغم حاجته الماسة لدورها- وبالمقابل نراها تستنفر كل قواها وتمارس كل أوراق الضغط لديها على مراكز صنع القرار في العالم لتنفيذ ما تريد ولكي تظل هي الوصي الحصري واللاعب الوحيد في الملعب السياسي اليمني وللأسف بما لا يتناسب مع تطلعات هذا الشعب.
وباختلاف موقف الشباب من المشترك في تعاطيه مع المبادرة إلا أنهم –أي الشباب- رأوا في قرار المشترك إكباراً لدور المملكة، واعتبروا تماهيه مع مضامينها المجحفة تماشياً حصيفاً ونأياً بالمبادرة السعودية عن انتكاسة منيت بها مبادرات سعودية سابقة في فلسطين وبيروت وأوصدت أمامها أبواب بغداد حين حاولت أن تمارس دورها الإقليمي في ملعب كالعراق دون وعي لقوى الخصم الآخر في ذات الملعب.
مدت المملكة يدها نحو الأردن وبعده إلى المغرب، قافزة على كثير من الأصقاع العربية المكلومة ولها كل الحق في فعل ما تشاء، لكننا نذكر فقط أن هاتين المملكتين ثورتان حبلاوتان منذ شهور بملكيتين دستوريتين وسيلدان عما قريب.
وهنا نقول: إننا لسنا بعيدين من المملكة، بل إننا منذ أربعة أشهر ونيف نقف في بلاط صاحبة الجلالة لا نطالبها بأكثر من رفع يدها عمن يقتلنا كل يوم، وليس ذلك عليها بعزيز إن توفرت الإرادة الصادقة، نتعشم منها أكثر من ذلك بكثير، لكننا لا نرجو منها سواه.
وأخيـــراً نقول: إن سعي المملكة إلى الآن سعي غير مشكور، وإن مداراة الإمارات للرئيس اليمني معيبة في حقها ومريرة في حلوقنا، وإن تلكؤ الكويت كرم في إجحاف غير مقبول وإن تعامي وسكوت السلطنة مخزٍ ومؤسف وهنا نلتمس عذراً للبحرين، فمعالم ثورتها أفقدتها القدرة على الحياد ولا ننسى أن نقطع على أنفسنا كل عهود الوفاء لقطـــر التي انسحبت من المبادرة حين رأت فيها استهجاناً زائداً للشعب واستخفافاً غير محدود بحقه في العيش الحر والحياة الكريمة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد