في بلادنا الحبيبة ولا أقول السعيدة تكثر الأقاويل والشائعات في الإشكالات والمحن التي تلم بالوطن فيهتم الشعب والساسة بأسباب المحن والمشاكل التي تلم بالوطن وكلاً يبث برأية والبعض يدس الشائعة لأغراض في نفسه وآخرون يظلون في زوايا الإنصات فقط ونشر ما يسمعونه من أكاذيب الشائعات. ومن هنا نرى أن الشعب يتعلق أو يهتم بصغائر الأمور ويتجاهل كبارها أو طرق ووسائل حل الإشكالات التي تؤثر عليه وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على تدني حاد في الوعي بين أوساط الشعب اليمني، فكما نعلم أن المجالس والساحات ومقاهي الانترنت ومنافي الساسة وكافة وسائل الإعلام والشوارع وووو..الخ لا تكاد تخلو في الآونة الأخيرة من الحديث عن حادثة انفجار مسجد النهدين وإصابة الرئيس وكبار مسؤولي الدولة، فنرى الكثيرين يدينون ويشجبون العمل المريع والعظيم الذي حدث للجامع ومن بداخلة من المسؤولين، ولم نراهم يدينون أو يستنكرون قتل الثوار السلميين و يعتبرون حرمة المسجد والمسؤولين الفاسدين أعظم من حرمة الأنفس التي أزهقت في ساحات التغيير وميادين الحرية وينسون قول المصطفى عليه الصلاة والسلام "لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرء مسلم " فأيهما أعظم حرمة الجامع أم حرمة النفس التي حرم الله لو كانوا يعلمون ..
ونرى الناس يحللون ويفسرون ويتجادلون ويختلفون على من هو المصدر المسؤول عن انفجار جامع النهدين الرئاسي، فالمصادر الرسمية التي يفترض بنا تصديقها لو كانت صادقة ولكن للأسف ...تقول في البداية إنه قصف صاروخي من أبناء قبيلة حاشد المناصرين للشيخ صادق الأحمر لتكون ذريعة قوية للرئيس صالح لقصف وتدمير كافة قبيلة وعائلة صادق الأحمر بذريعة الانتقام , وحاليا تقول أنة قصف مدفعي من قبل تنظيم القاعدة لتكسب تعاطفاً أميركي أوروبياً وهذا دليل على تخبطها وكذبها,
أما بعض المعارضين فقد صرحوا بأن هذه العملية هي عبارة مسرحية صالحية رئاسية تسعى للتخلص من أعوان صالح وجر أهاليهم وقبائلهم إلى الإنضمام ودعم السلطة الفاشلة بضرب الشعب بالشعب؛ وهذا مرفوض في شطره الأول فالإنسان الواعي لا تنطوي عليه هذه الإشاعة، فكيف يقتل المرء نفسه من أجل التخلص من أعوانه ورجاله؟ وهل من المعقول أن يخطط المرء بقتل البشر وهو بينهم ؟ فهل وصلت الاستهانة بعقول الشعب اليمني إلى هذه الدرجة حتى يصدق هذه الإشاعات.
أيضا صرحت مصادر مسؤولة بأن الضرب كان من داخل القصر بقذيفة قاتلة ومدمرة وهذا هو الشائع في الأوساط اليمنية مؤخراً ويقول دبلوماسيون غربيون ـ إن قنبلة تسببت به وليس هجوماً من الخارج.
وأوضح الدبلوماسيين أن التحقيقات اليمنية الراهنة "تركز على أن الحدث وقع داخل المسجد "وهناك الكثير من المقولات المسيسة وضحيتها الشعب الذي يصدق الإشاعات ويتناسون الاهتمام بالأهم ألا وهو.. كيف يمكن إنقاذ الوطن من المنحدر الخطير الآيل للسقوط والانهيار؟ وما هي الخطوات التي يمكن عملها بعد رحيل الطاغية؟.
يجب على الشباب وقوى المعارضة وممثلي المجتمع المدني تشكيل مجلس انتقالي عاجل إنقاذا للثورة اليمنية السلمية وتشكيل لجان شعبية لحماية المنشآت الحكومية العامة والخاصة وحماية الشوارع والحارات ورفض المبادرة الخليجية بصيغتها الماضية وعلى وجه الخصوص بند الضمانات لصالح ونظامه وناهبي ثروة الوطن وقاتلي أبناءنا وإخواننا وإن كان لابد درءأ لإفشال المؤامرة الخليجية المدبرة والهابطة فلا باس بإعفاء صالح فقط من المحاكمة والمعاقبة وليس كل نظامه.
وأقول أخيرا: ليس من حقي أنا أو أنت أيها السياسي المعارض في المشترك أو أنت أيها الشاب الثائر في الساحة أو أنت أيتها الخليج إعفاء صالح ونظامه من المحاكمة والمعاقبة ولكن الرأي والقرار يعود لأصحاب الدم أو أهالي الشهداء فقط فدماؤهم أغلي من مليارات الدولارات التي نهبت منذ 33عاماً التي يمكن إن نتجاهلها في حال ترك الحاكم السلطة .
وأخيراً:
أحب إن أنبه إخواني القراء عن ماهية الفاعل الذي قام بتفجير جامع النهدين المقدس، إنه الله عز وجل ..نعم انه الله الذي ترفع له الأيادي ليل نهار في كل يوم وكل جمعة منذ أربعة أشهر ودعوة الأم الثكلى التي فقدت فلذة كبدها و الأرملة التي فقدت شريك حياتها والطفل والطفلة الذين يتموا من اجل الثورة, فهو القائل "ادعوني استجب لكم "وقال الرسول علية أفضل الصلاة والسلام "دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب" فهل بالله عليكم يعقل أن تخلو كل الساحات وميادين الحرية من مظلوم واحد يستجيب له المولى عز وجل.
رمزي المضرحي
وأخيرا كشفنا لغز جامع "النهدين" الرئاسة... 4074