في الحقيقة أنني كنت قد قرأت في عدد الخميس الماضي وتحديداً صفحة المتابعات أن وكالة الأنباء السعودية "واس" قد أوضحت أن النازحين جراء المواجهات المسلحة يعيشون في مخيمات تفتقر للخدمات الإيوائية الأساسية وهذه حقيقة جلية أحيي فيها الوكالة نيابة عن جميع النازحين على نقلها بكل مصداقية وشفافية.

أما فيما يخص إشادة الحكومة بالجهود التي تبذلها الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين لتلبية متطلبات النازحين وتوفير كافة متطلبات الإيواء والغذاء والخدمات الصحية لهم والدعم الدولي المقدم في هذا الجانب من المنظمات وهيئات الإغاثة الدولية فأتساءل ويتساءل معي الكثيرون أين هي هذه الجهود التي يتحدثون عنها ويشيدون بها والتي نقلته الوكالة بكل وضوح ويؤكدها النازحون، أكانوا في مخيمات "المدارس" أو الإيجار لما رأوا من تردي الخدمات وانتشار الأوبئة وحرص القائمين على تلك المخيمات غلى الاسترزاق من محنتهم ما أدى إلى هروب عشرات الأسر من تلك المخيمات حتى خلت من اللاجئين إلا من نفر قليل قد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

 وما أن شاع خبر تبرع نائب رئيس الجمهورية بمبلغ "20" مليون ريال يمني حتى تسابق القائمون على تلك ا لمخيمات بالبحث عن الفارين فرداً فرداً، ليس محبة فيهم ولكن رغبة في الحصول على نصيبهم من الكعكة المنتظرة.

 ويبدو أنهم قد حققوا بعض النجاحات في الإقناع بعد أن قدموا الوعود والإغراءات بأن يجعلوا من تلك المخيمات "فنادق الخمسة نجوم" وعجبي من تلك المهازل وغياب الخوف من الله الذي أدخل الضمائر في ثلاجات حتى جمدت.

وأقول للأستاذ الكحلاني أين أنت من معاناة الكثير من النازحين؟، أين أنت من كشوفات لأسر نازحة عانت ولم تجد من يأخذ بيدها وأنت من يدعو إلى التكاتف وتقديم الدعم الشعبي والدولي لنازحي أبين وتقديم كل أوجه ا لدعم لهم مادياً ومعنوياً؟ ومع ذلك لم نجد على أرض الواقع أي تفاعل يشعر النازح بأنه محط اهتمام أو رعاية، فالكشف المسلم إليه لم ير النور حتى اللحظة وحتى إن رأى النور نخشى أن يكون مجرد حبر على الورق وعلى طريقة "القبقبة للولي والفائدة قيوم" نقول ذلك لأننا وجدنا أسراً من أبنائكم في محافظة عدن ينافسون النازحين وبلغنا أن هناك معونات غذائية ومالية أجهز عليها العاملون عليها والصفوة المقربون والقوا بالفتات منها للدعاية والترويج لينالوا المزيد تحت مسمى الإغاثة المزعومة، فقد وجدوا فيها مصدراً للكسب السريع من قبل ضعاف النفوس الذين جندوا كل طاقتهم للاستحواذ على مخصصات النازحين والمنكوبين والمشردين من منازلهم والمحرومين من أبسط الخدمات الإنسانية والأساسية.

* وقفة تقدير:

في هذه الوقفة نحيي جهود الأستاذين فضل مبارك ومهدي الحامد على جهودهما المتواضعة في التخفيف من معاناة النازحين الذين ضاقت بهم السبل بمبالغ رمزية تقدر بخمسة ألاف ريال للأسرة المستحقة وهو جهد مشكور ويستحق الثناء والتقدير كما نحيي كل جهود الخيرين حيثما كانوا وأينما كانوا، آملين أن يصل دعمهم إلى جميع الأسر المستحقة.