تمثل المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية التي أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أنها لا تزال قائمة المخرج الوحيد من الأزمة اليمنية التي تشعبت كثيراً وباتت تهدد وحدة اليمن واستقراره.
لقد شكلت المبادرة الخليجية التي رفض الرئيس اليمني علي عبدالله صالح التوقيع عليها في اللحظة الأخيرة خريطة طريق واضحة المعالم لخروج اليمن من أزمته وإنقاذا للبلاد من حالة الجمود والشلل السياسي والاقتصادي الذي باتت تعيشه.
إن الشعب اليمني بمختلف انتماءاته القبلية والسياسية والمناطقية مطالب أن يتعظ مما يجري في اليمن هذه الأيام حيث طغت لغة الرصاص على لغة الحوار وتحولت شوارع اليمن إلى ساحات حرب سقط فيها مئات الضحايا بحيث بات الجميع يخشى أن تنجر ثورة الشباب اليمني السلمية إلى أتون المعركة فتقع البلاد في الفتنة والحرب الأهلية، خاصة أن الشعب اليمني بدأ يعاني بالفعل في مختلف محافظاته ومدنه من انفلات الأمن وسوء الوضع الاقتصادي وتزايد الفقر والجوع وغياب الدولة عن إدارة شؤون الحياة بسبب الشلل الذي أصابها.
إن آخر ما يريده الشباب اليمني الذي يواصل انتفاضته المطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية والتغيير السلمي والذي قدم مئات الشهداء والجرحى دخول اليمن في الفتنة، فاستمرار العنف الذي تقوم به ميليشيات مؤيدة للسلطة في مواجهة الاعتصامات والمظاهرات السلمية وتصاعدها وانغلاق الأفق السياسي في التوصل إلى مخرج من الأزمة سيؤدي بالضرورة إلى حصول هذه الفتنة ودخول البلاد في أتون حرب أهلية طاحنة.
الأطراف اليمنية كافة سواء كانت في السلطة أو المعارضة أو الشباب المعتصمون في ساحات التغيير في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية مطالبون الآن بتغليب مصلحة الوطن "اليمن" على غيرها من المصالح الفئوية والبدء بالتعامل مع المبادرة الخليجية كمخرج وحل سياسي يضمن انتقالاً سلمياً وديمقراطياً هادئاً للسلطة ويمنع البلاد من الانزلاق للحرب الأهلية ، فالمبادرة الخليجية" تحقق هدف "التغيير" الذي يطالب به شباب الثورة كما تتيح الفرصة للعودة إلى الشعب ليختار من يحكمه في انتخابات رئاسية يجري تنظيمها تحت رقابة محلية ودولية، فالتطورات الأخيرة التي شهدتها اليمن تجعل من التمسك بالمبادرة خياراً لابد منه حفاظا على اليمن وأهله.
نقلاً عن الرأية القطرية
رأي الراية
المخرج من الأزمة في اليمن 2764