;
عبدالمعين المضرحي
عبدالمعين المضرحي

سلامات يا وطن .. 2439

2011-07-11 02:34:31


كل مصاب بعد مصابك جلل.. وكل خطب بعد خطبك هيّن وحقير، أنت أنت الخالد أبداً وهو وهم ونحن الزائلون، كل غالٍ دونك رخيص وكل نفيس في سبيلك زهيد تلك تحية قلوبنا الأبدية لك وذلك شعارنا السرمدي ما بقيت فينا الحياة.
اليوم واليوم فقط اكتشفت حجم العقوق الكبير الذي كنا ولا نزال نلقاك به .. تبين لي أن علاقتنا بك ليست علاقة شعب بوطنه، بل علاقة قلب بذنوب وخطايا يعاقب عليها وهو البريء من وزر اقترافها، أنت يا وطني ذلك القلب ونحن ذنوبك وخطاياك.
الليلة الماضية اشتعلت الأرض ناراً وأسقطت السماء عليها وعلينا كسفاً بظهور رأس النظام على شاشة التلفاز وفي تلك اللحظة أدركت كغيري من البسطاء الفارق الكبير ين الوطن وبين من استوطن كل شيء فيه ليظل موطئه ومطيته
نحن أكثر بهجة وسروراً بتعافيك الملموس من فرحة أولئك بظهور وطنهم "صالح" غير صالح فرحتهم مؤقتة وستزول لأن وطنهم يشيخ وفرحتنا دائمة وستبقى لأنك تولد من جديد، تعود وطناً كما يجب أن تكون، لا مزرعة لعائلة إقطاعية تهلك الحرث والنسل، ها أنت تحضننا بين ذارعيك بعد أن كنت تلقي بنا إلى الموت والهلاك.
 سلامات يا وطني، اغتصوبك. دمروك.. نهبوك.. اختطفوك.. خربوك.. مزقوك.. شخصنوك.. وطوعك لنزوتهم وأطماعهم فهزمتهم وانتصرت لأن قدرك أن تبقى وقدرهم أن يزولوا، تلك فطرة الأوطان ولن تجد لفطرة الأوطان تبديلاً، أو تغييراً.. نقول حمداً لله على سلامتك لأن المرحلة التي تمر بها جد خطيرة ـ لأن من أستأمنتهم عليك كانوا أول من عرضوك للبيع بخساً ليفتدوا أنفسهم، لأن اعداؤك كثر، والمتربصين باستقرارك أكثر والمتأمرين أوفر عدة وعتاداً.. جارتك السعودية تحيط صالح بكل وسائل العناية وتمده ونظامه بكل مصادر الحياة، بينما تبصق عليك بثلاثة ملايين برميل من النفط وهي وأنت ونحن نعلم أنها الجاثمة على صدرك الممسكة برقبتك الغاضبة منك.. الساخطة عليك.. الحائلة بينك وبين الحياة التي ترمي إليها وأنت يا وطني رغم جراحك التي لا تحصى وأزماتك التي لا تنقضي وطعناتهم التي لا تتوقف، رغم نزيفك المستمر في أبين وعز لك عن الحياة في تعز التي عزروا فيها مع هذا كله لازلت عصياً على الموت نابضاً بالحياة وباعثاً لها، واهباً الأمل والتفاؤل، ناشراً المحبة وداعياً إليها، طاوياً كل صفحات الماضي والألم، حاثاً على التسامح والإيثار، طالباً من الجميع نبذ المصالح والولاءات الذاتية والمساهمة في البناء والتطلع المشرق إلى المستقبل المنشود.
سلامات أيها الوطن الغالي لم تمت رغم خذلان الجيش لك وتخليه عنك في وقت أنت بأمس الحاجة لموقف حاسم ومشرف منه ـ بل هييأته بدم قلبك لهكذا ملمات ـ وهو بأمس الحاجة إلى موقف مشرف كهذا في سجله الحافل بالمبكيات.
 سلامات يا وطني لم تنهر اقتصادياً رغم انقضاضهم على البنوك والمال العام ولم تشنق بالسقوط في أيدي المسخ المسبق كما خططوا لذلك وأرادوا، لم تفقد نباهتك وحكمتك رغم جهودهم الجبارة والدؤوبة في تعطيلك التام عن الفاعلية لم ولم ولم.. تواضعت وأنت الكبير، ولنت وأنت القوي العنيد وغبت وأنت الحاضر الخالد أبداً عدت لنا وإلينا فخر الاعتزاز بل وشرف الانتماء إليك.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد