إن المعهود أن تبذر الذرة والحبوب في أوقاتها المعلومة لدى المزارعين ليتم الاستفادة منها على مدى العالم، فيكون خروج سنابل الذرة في شهر سبتمبر مدى التاريخ التي تروى من مياه الآبار، حتى ما قبل المضخات، والتكنولوجيا، كانت تروى الذرة، وتسقى بواسطة جر الحيوانات الدلاء من البئر، وفي العام الحالي اختفى هذا النوع من المحاصيل الرئيسية الذرة البيضاء الدقيقة، والتي هي محصول رئيسي يبتدئ المزارع يستفيد منها من شهر أكتوبر حتى شهر فبراير من العام الجاري، لكن في هذا الوضع السيئ أثر سلباً على المحصول الزراعي، نتيجة لمحاربة الزراعة من قبل فلول النظام بحبس المشتقات النفطية من قبل شهرين -بداية موسم البذر- مما أدى إلى اختفاء هذا المحصول الرئيسي، حتى لا يوجد على الأرض ولا نبتة واحدة في هذا الموسم.
ويترتب على هذا اختفاء هذا المحصول الحاجة إلى بديل لهذا المحصول للفترة المقبلة، من العام الحالي والقادم، أضف إلى ذلك تأثيره السلبي على الثروة الحيوانية من الأبقار والأغنام والحمير، والتي تعيش على أعلاف الذرة التي هي الآن معدومة، ولذلك تجر الحيوانات يومياً إلى المسالخ بصورة باردة وهادئة، ولكن سيظهر حجم الكارثة عندما لا يجد المزارع في بيته لا بقرة ولا ثور ولا شاة ولا يجد كذلك حماراً، فمن المسؤول عن كل هذا؟
إن قطع المشتقات النفطية أثر في هذا الموسم نفسه على محصول القمح، والشعير، والعدس، وكثير من المحاصيل من الخضروات، والبقوليات، والتي يبتدئ الاستفادة من القمح وغيره ابتداءً من شهري نوفمبر وديسمبر؛ بمعنى أن هنالك كارثة زراعية ستبدأ أضرارها تظهر جلياً في نهاية العام خلال شهر ديسمبر وهو وقت الحصاد، حيث لا يوجد ما يُحصد.
إن الخسارة الاقتصادية كبيرة على المزارع اليمني جراء قطع المشتقات النفطية والتي أثرت على محاصيل الحبوب كما أسلفنا، وكذلك على الأشجار المعتمدة على الري بالآبار، وهي خسارة شديدة الوطأة على المواطن اليمني في ظروف معيشية قاسية كهذه التي تعيشها بلادنا من جور النظام البائس.
لقد خسرت اليمن ـ بجوار الخسارة الاقتصاديةـ خسارة باهظة في جانب الأمن الغذائي، مما يعني أن البلد داخلة على وضع مأساوي لا قدر الله، والسبب هو ظلم الظلمة المغتصبين للسلطة، والذين يسعون في الأرض فساداً، ويهلكون الحرث والنسل، والله لا يحب الفساد.