إن صوم رمضان المبارك ركن من أركان الإسلام، وقد اختص الله سبحانه وتعالى الصيام بنسبته إليه فقال في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به".
إن هذا الأمر يجعل المسلم حريصا على حسن أداء هذه العبادة العظيمة، وإحسان العمل في أيامه المعدودات، ومن هنا فإن فضائل رمضان هي أهداف حقيقة لكل مسلم للتحصل عليها، وهذه الأهداف يفصلها السعي إلى ما يلي:
1. مغفرة الذنوب وتكفيرها، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" وصيام رمضان إيمانا واحتسابا سبب للغفران، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" قيام رمضان وبخاصة صلاة التراويح، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرغب في قيام رمضان من غير أن يأمر بعزيمة، فيقول: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه".
2. العتق من النار، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن رمضان المبارك: "ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة" إن العتق من النار هدف عظيم، بل هو الفوز بعينه، قال الله تعالى: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ } (185) سورة آل عمران.
3. الحرص على قيام ليلة القدر؛ لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". قال الحافظ المنذري: قال الخطابي قوله: "إيمانا واحتسابا" أي نية وعزيمة، وهو أن يصومه على التصديق، والرغبة في ثوابه، طيّـبة به نفسه، غير كاره له، ولا مستثقل لصيامه، ولا مستطيل لأيامه، لكن يغتنم طول أيامه لعظم الثواب. وقال البغوي: قوله: "احتسابا" أي: طلبا لوجه الله تعالى وثوابه. يقال: فلان يحتسب الأخبار، ويتحسبها أي يتطلبها.
4. الإقبال على الخير، والاستبشار به، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صفدت الشياطين، ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر" وفي رواية: "يا باغي الخير هلم".
5. النجاة من الخيبة والخسارة، عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حضروا المنبر فحضرنا فلما ارتقى درجة قال: آمين. فلما ارتقى الدرجة الثانية، قال: آمين. فلما ارتقى الدرجة الثالثة، قال: آمين. فلما نزل قلنا: يا رسول الله، لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه. قال: إن جبريل عليه السلام عرض لي، فقال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له. رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد
6. التزام حدود رمضان، ومعرفة حدوده، وضبط النفس، والتحفظ مما ينبغي التحفظ منه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عن، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "من صام رمضان وعرف حدوده وتحفظ مما كان ينبغي له أن يتحفظ فيه كفر ما قبله". ولقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "من لم يدع قول الزور، والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه" وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من لم يدع قول الزور والخنا والكذب فلا حاجة لله أن يدع طعامه وشرابه" وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم". وعنه رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع، ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر". وفي الحديث: "الصوم جنة ما لم يخرقها".
7. الإكثار من الدعاء لأن دعاء الصائم مستجاب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتى يفطر، والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين".
8. التأسي برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مدارسة القرآن وكثرة الإنفاق بالتحلي بالكرم والجود. عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة".
9. إطعام الطعام، والعمل على إفطار الصائمين، عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا".
10. نيل المكرمات التي ينالها الصائمون، وأعلاها قول الله عز وجل في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به" ومنها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن خلوف فم الصائم: "والذي نفس محمد بيده لخلفة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك". والخلوف الرائحة التي يؤثرها الصيام في الفم.
وفقنا الله جميعا إلى ما يحبه ويرضاه آمين
د. محمد عبدالله الحاوري
أهداف رمضانية .... 2306