;
د. محمد عبدالله الحاوري
د. محمد عبدالله الحاوري

العبادة في رمضان 2533

2011-08-02 02:43:05


إن صيام رمضان فريضة، تستحق أن نعطيها اهتماماً يليق بالفرائض، التي هي أحب الأعمال إلى الله تعالى وهي طريق تحقيق الولاية، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن الله قال: من عادى لي ولياً، فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه؛ فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن؛ يكره الموت وأنا أكره مساءته"([1]).
إن العلم يسبق العمل فينبغي للأخ المسلم والأخت المسلمة أن يقتطع وقتاً لنفسه يقرأ فيه فضل الصوم وأحكامه وفضل رمضان الكريم، ويتذاكر مع غيره، فإن العلم حياة القلوب، وأهله أهل الخشية، قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} (28) سورة فاطر.
إن رمضان موسم كبير، وزاد عظيم، وربما كان آخر رمضان لبعضنا، فالله أعلم بالأعمار، فاجتهد فيه، فربما كان آخر رمضان لك، ولا تسوف، وتعلم العلم لتعبد الله تعالى بما يثقل موازينك، واجعل لك من كل سهم نصيب، وبادر للجهاد إن وجد، وإن قلت كلمة الحق أمام سلطان جائر في رمضان، فقد اجتمع لك عملان عظيمان ركن الصيام، وذروة سنام الإسلام، فقد سئل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أي الجهاد أفضل؟ قال: كلمة حق عند سلطان جائر"([2]). وقد جعل مقام شهيد كلمة الحق في أرفع المنازل فكيف لو حظي بها صائم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله"([3]).
إن العلم طريق الرفعة، قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (11) سورة المجادلة، وتأمل قول الله سبحانه فإنه يرفعهم درجات وليس درجة واحدة، وفضل الله أهل العلم، قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (9) سورة الزمر، فذوي العقول والألباب والبصائر يوقنون بأهمية العلم والعمل به.
إن بعض الناس يخطئون في ترتيب الأولويات الحياتية والعبادية ومن ذلك أن يقدم نافلة على فريضة، فيرى أن نافلة العمرة، مقدمة على واجب الوقت وهو جهاد الظلمة والمكث في الساحات لمن يعتصم، وهذا في سائر واجبات الأوقات مقدمة على النوافل، وربما أنفق أحدهم في شيء من النوافل ويترك الأجر في فريضة من فرائض جهاد الظالمين، في أفضل الجهاد، وأعظم الأعمال.
([1]) (صحيح) رواه البخاري، ج5، ص2384، حديث رقم6137؛ وابن حبان في صححه، ج2، ص58، حديث رقم374.
([2]) (صحيح) رواه النسائي، ج7، ص161، حديث رقم4209؛ وابن ماجه، ج2، ص1330، حديث رقم4012؛ وأحمد، ج4، ص314، حديث رقم18848؛ والحاكم في المستدرك، ج4، ص551، حديث رقم8543؛ والطبراني في الكبير، ج8، ص282، حديث رقم8081؛ والأوسط، ج2، ص166، حديث رقم1596؛ والصغير، ج1، ص107، حديث رقم151؛ وأبو يعلى في مسنده، ج2، ص352، حديث رقم1101؛ والبيهقي في شعب الإيمان، ج6، ص93، حديث رقم7581. وصححه الألباني.
([3]) حسن) صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، حديث رقم 3675.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد