يحكي لنا التاريخ عن حوادث كثيرة وكبيرة ومأساوية أحياناً مرت على العالم العربي والإسلامي منذ فجر الإسلام سقطت فيها دول ودمرت فيها مدن وأزهقت وسفكت الأرواح وتسفك الدماء.. ولكنها قطعاً لا تصل إلى حد إغلاق المساجد، حتى في أشدها فتكاً كما حصل لبغداد في عصر التتار ويحصل لها اليوم.
في عصر تتار العصر "الأميركان" لم يذكر لنا التاريخ إغلاق المساجد في مدينة كاملة إلا ما حصل اليوم لمدينة زنجبار التي كانت عاصمة لمحافظة أبين فأصبحت اليوم ـ ببركة مسلحي أنصار الشريعة ومهدي مقولة ـ مجرد مدينة أشباح ـ مدينة مهجورة ومساجدها مغلقة وأهلها تركوها تحت قسوة الحرب الظالمة فصارت أثراً بعد عين.
يروي أحد أبنائها قصة النزوح وتراجيدية الدمار التي طالت المدينة، يروي لنا ذلك بنبرة حزينة مؤلمة فيقول: منذ مائة عام على الأقل وصوت الأذان يصدح من مآذن زنجبار خمس مرات في اليوم والليلة، حتى أحلتها من يسمون أنفسهم "بأنصار الشريعة" وهم لا يعدون كونهم أنصار الشرعية الدستورية فحسب، فغاب عن المدينة صوت الأذان الصداح ودمرت بعض المساجد وهجرها روادها حين رحلوا من المدينة رغم أنوفهم وأصبحت المدينة خالية من السكان والمساجد، خالية من المصلين وتحولت إلى عمران مهجورة، يسكنها اليوم وينعق من شرفاتها ليلاً ونهاراً وكأنه يندب حظها العاثر الذي أوقفها فريسة سهلة لأنصار الشرعية الدستورية "عفواً أنصار الشريعة" وصارت مآذن المساجد تشرأب إلى باريها تشكو إليه ظلم هؤلاء الطارئين الذين فعلوا بمساجدها ما لم يفعله المحتلون الأميركيان بمساجد بغداد التي ظلت عامرة بروادها رغم احتلال كفار الغرب للمدينة.. فهل نذكر المسؤولين على أمر هذه البلد، يقول الشاعر العربي:
يا أيها الملك الذي.. لمعالم الصلبان نكس
جاءت إليك ظلامة.. تشكو من البيت المقدس
كل المساجد طهرت.. وأنا على شرفي انجس
وما يزال السؤال قائماً وملحاً: من ينقذ مساجد زنجبار؟!
منصور بلعيدي
من ينقذ مساجد زنجبار؟! 2287