بلغة الحواري وأسلوب سمج وحركات هزلية، وحواديت عجائز بدأ عبده الجندي مؤتمره الصحفي في صنعاء كمهرج من الدرجة الأولى.. يرمي الاتهامات جزافاً ثم ما يلبث أن يتخلى عما قاله وينسبه لآخرين تهرباً من التبعات ويزيد على ذلك قائلاً:" أنا لا أحفظ السر فما حدش يعطيني سره ويزعل بعدين".
فالحديث كله يخلو من الدبلوماسية ولو في حدها الأدنى ويخلو أيضاً من السياسة، ناهيك عن المنطق الذي يفتقر له تماماً.. أقول ذلك ليس من باب المعارضة ولكن إشفاقاً على سمعة الوطن الذي أنزلها الجندي إلى الحضيض. كنت أتمنى أن يكون الشامي هو المتحدث على خبثه ولؤمه ولكنه لن يمرغ سمعة البلد في التراب لغوياً ودبلوماسياً على الأقل.
وهكذا بدأ الجندي كصورة حية لمنجزات علي صالح التي يتجج بها، ويستغرب المرء كيف تحكم اليمن مثل هذه الشخصيات الهزيلة طوال "33" عاماً!!.
حديث الجندي يبعث على الغثيان وهو يلوك سفاسف الكلمات يحول مؤتمراً صحفياً إلى حكاوي عجاجيز ويستخدي التأييد والمناصرة قائلاً: "أنا عند الله وعندكم ناصروني" ضربوا سيارتي بقنبلة، قرحت قرحه يالطيف". لوما سئل عن القاعدة قال: "لا لا القاعدة ما تصافطش إذا قالوا فعلوا أبعدنا منه" ولكنه حاول أن يكون سياسياً حين وصف على سالم البيض بالمناضل الكبير لأن المعارضة لم تدخله مجلسها، ونسي هذا المغفل أطنان من الشتائم التي كالها نظامه الفاسد على الرجل!!.
ومن ضمن غباوات الجندي أنه خطباً ضبط عشوائياً فيصيب حلفاءه بغباء لا يحسد عليه حين قال إن السفير الأميركي يريد أن يقدم انجازاً قبل أن يتقاعد، لكنه فشل، هو يرتب مع المعارضة ونحن جالسين نحارب القاعدة عشان نرضي أميركا!!.
وهذه زلة لسان ـ وما أكثر زلات لسان الجندي ـ ولكنها تشي بالهدف من الحرب على الإرهاب.
قد يتساءل البعض كيف وصل الجندي إلى هذه المكانة عند علي صالح؟!. والجواب ببساطة فالرجل صعد على جماجم رفاقة الناصريين حين سلم رقابهم لعلي صالح الذي لا يرفع أحداً إلا إذا كان فاسداً أو مجرماً.
والحقيقة أن هذه الشخصية الهزلية المسمى الجندي قد فاقت تمثيلاته مسلسل "همي همك" الذي شغل اليمانيين في رمضان وصار حزب الجندي هو الهم الأكبر الذي يناضل اليمانيون اليوم لازاحته من على كاهلهم.
لكن أن يمثل اليمن هذا الرجل المعتوه أمام وسائل الإعلام الخارجية بتلك اللغة الهابطة المليئة بالمتناقضات والترهات.. فتلك مصيبة تضاف إلى مصائب الوطن الكثير من هذا النظام.. لكنه في النهاية إنما هو انعكاس حقيقي واضح لسوأة هذا النظام وثمرة لمنجزات الحكم العائلي المتخلف الذي حكم اليمن "33" عاماً يمثل هذه العقليات.
منصور بلعيدي
كفى تهريجاً يا عم عبده 2211