رصد العديد من المستشرقين والمؤرخين مظاهر السماحة في الإسلام أو في التاريخ الإسلامي، خاصة في مجال دعم الإسلام لمبدأ حرية العقيدة واحترام الآخر، حيث يذكر جوستاف لوبون في كتابة ( حضارة العرب ): ( إن حضارة العرب المسلمين قد أدخلت الأمم الأوروبية الوحشية في عالم الإنسانية، فلقد كان العرب أساتذتنا... فهم الذين علموا الشعوب المسيحية وإن شئت فقل حاولوا يعلموها التسامح الذي هو أثمن صفات الإنسان... ولقد كانت أخلاق المسلمين في أدوار الإسلام الأولى أرقى كثيراً من أخلاق أمم الأرض قاطبة... فالحق أن الأمم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب ولا ديناً سمحاً مثل دينهم.
ويقول ويل ديورانت في ( قصة الحضارة ) " وعلى الرغم من خطة التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون أو بسبب هذه الخطة اعتنق الدين الجديد معظم المسيحيين وجميع الزرادتستيين والوثنيين إلا عدد قليل منهم، واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من الصين واندونيسيا إلى مراكش والأندلس وتملك خيالهم وسيطر على أخلاقهم، وصاغ حياتهم، وبعث آمالاً تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها، ( ويؤكد توماس أرنولد في كتابة (الدعوة إلى الإسلام): " لم نسمع عن أيه محاولة مدبرة لإرغام المسلمين على قبول الإسلام أو عن أي اضطهاد منظم قصد منه استئصال الدين المسيحي ".
وعن التوازن بين الانتماء الديني واحترام العقيدة فقد ذكر روبوتسون في كتابه (تاريخ شار لكن): " أن المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وروح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى وأنهم مع امتشاقهم الحسام نشراً لدينهم، تركوا من لم يرغبوا فيه أحراراً في التمسك بتعاليمهم الدينية.
ونختم بالمستشرقة الألمانية "زيجر يد هونكه" كما جاء في كتابها ( شمس العرب تسطع على الغرب ): " العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام، فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها، سمح لهم جميعاً دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى، أو ليس هذا منتهى التسامح؟
أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال؟ ومتى؟
إخواني الأعزاء عليكم أن تفخروا بدينكم وأصلكم العربي الشهم السموح المليئ بالأخلاق والكرم والغيرة.
رمزي المضرحي
في سماحة الإسلام... شهادات غريبة منصفة 2167