;
وسام باسندوه
وسام باسندوه

حصار صنعاء واستدعاء ذكرى حصار السبعين 2553

2011-09-08 01:34:54


نجح النظام اليمنى في تقطيع أواصر الجمهورية وإغراق كل محافظة بشاغل، ففي أبين حرب طاحنة بكل أنواع الأسلحة التي لم تعد تعترف بوجود مدنيين ولا مناطق سكنية، وفى أرحب لا يختلف الوضع كثيراً، ففي كل يوم يسقط مئات القتلى والجرحى ولا إحصاء حقيقي لأعداد الضحايا في غياب أي مراقبين أو مطلعين على ما يحدث هناك، أما في تعز فمواجهات يومية بالأسلحة المتوسطة والثقيلة بين القبائل الموالية للثورة وقوات الحرس العائلى المعروفة بقوات الحرس الجمهوري. وفى صعدة يدور قتال متقطع ولا أحد يعرف من يقاتل من هناك، هذا جزء من أبرز ما يشغل المحافظات، وهناك المزيد، الأهم أن كل هذا يدور فى ظل ظلام دامس، ليس ظلام التكتيم والقمع فحسب، بل ظلام حقيقي بانقطاع للكهرباء بدأ متقطعاً قبل أن يتحول إلى واقع يومي اعتيادي في البلاد، التي عاد بها النظام إلى عصر الكهوف.
ثم بعد كل ذلك ها هو النظام يتجه إلى عزل ومحاصرة العاصمة صنعاء بعد انتهاء أيام العيد مباشرة، تخوفا من إعلان الثوار التصعيد السلمي باتجاه الحسم، بل بلغ بهم الأمر إلى منع المواطنين من الدخول إلى العاصمة دون تمييز بين رجال ونساء، وما بين شباب أو كبار السن، بل شمل المنع المرضى والسلع والبضائع، فلم يعد مسموحا بدخول العاصمة سوى لقوات الحرس العائلي، والبلاطجة الذين ذروهم في العاصمة كالغبار للحيلولة دون أي توجه للحسم الثوري. وبات الوضع أشبه بحال أخوننا الفلسطينيين على المعابر اليهودية، من حيث سوء المعاملة التي يلاقونها هناك.
في حين فات النظام كما يبدو عدة أمور، الأول: أن ساحة اعتصام الثوار في العاصمة صنعاء المعروفة بساحة التغيير هي الأكبر على مستوى الجمهورية، كما أن المدد الذي كان يصل من المحافظات كان مقصوراً على بلاطجة النظام ومدفوعي الأجر الذين كان يحشدهم النظام من جميع المحافظات في المظاهرات المؤيدة له، في حين استقلت كل محافظة بثوارها، وكان ثوار العاصمة صنعاء من سكانها وبلغ عددهم الملايين دون مدد من الخارج.
الأمر الثاني: أن النظام الليبي عمل على عزل العاصمة طرابلس عن باقي مدن ليبيا منذ البدء ولأكثر من ستة أشهر ومع ذلك حين حانت الفرصة كانت انتفاضتها من الداخل، فما بالك بالعاصمة صنعاء التي كانت من أوائل المدن التي انتفضت وثارت منذ البداية ولن يستطيع أن يعزلها أحد، وثوارها الأشاوس لن يقبلوا بذلك مطلقاً.
أخيراً بالعودة إلى التاريخ نجد أن قوات الإمامة لم تنجح عبر حصار العاصمة صنعاء لأكثر من سبعين يوماً في قمع الثورة اليمنية الأولى بل على العكس، كانت هذه المرحلة فعالة في حسم الأمر لصالح الثورة، لذا نقولها يقينا حانت ساعة الحسم الثوري، صحيح أن الثوار أضاعوا فرصاً لا يمكن تجاهلها، كان من الممكن أن تحسم الأمر بأقل الخسائر، لكن مصمصة الشفاه والتندم على ما فات، لم يعد يجدي، انتشار البلاطجة بهذا الشكل واستنفار قوات الحرس العائلي في جميع المحافظات يعنى يقينا أنهم متعطشون للدماء، التي يعلمون جيدا كم هي غالية على الثوار ويسعون لتجنبها، لكنها بالتأكيد ليست أغلى من الأرواح التي أزهقت وتزهق كل يوم، وقبل كل ذلك ليست أغلى من حرية واستقلال اليمن.
نقلاً عن الشروق المصرية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد