;
عبدالمعين المضرحي
عبدالمعين المضرحي

إذا اليمني لم يحفل بثورته.. فمن يحفل؟! 2076

2011-09-12 03:24:35


يوماً بعد يوم.. جمعة تلو جمعة.. شهراً تلو آخر يُبدي الرئيس "صالح تمسكه بالكرسي ورفضه المعلن لقاموس النقل، التخلي، التنازل، التسليم السلمي للسلطة وبجرأة يصارح بذلك كل القوى المحلية والإقليمية والدولية بدءاً من قصره وليس انتهاءً مكان نقاهته.
موقف "صالح" هذا جدير بالإشارة إليه، أما الأجدر بالكتابة عنه فثبات القادة الأبناء على إرث الأب المعتقد رغم تقلب كل الثوابت الرئيسية التي مدت نظام أبيهم بهذا الطول من الزمن.
أقول هذا وأنا أرى معارضة مزودة بخاصة فلزية تجعلها قابلة للطرق والسحب والتحول تبعاً لمعطيات ذلك الثابت "صالح" وبين هذين القطبين وثورة تثور بفطرتها فتعافى، وسواد أعظم من شعب يجمعه الشقاء ويفرقه الفتات من مقومات العيش.
هذا يدفعني إلى سؤال ساذج وبري: من قام بالثورة؟! ولماذا؟ وعلى من؟! والإجابة الأكثر براءة للسؤال المذكور: اليمنيون لأجل حياة كريمة ونظام عادل، على نظام صالح، هذه الإجابة الساذجة أيضاً هي التي خلقت الواقع الذي نحن فيه، ثوار مضى عليهم سبعة شهور وهم في الساحات، ومعارضة قضيت نفس الأجل وهي في المحاورات والمبادرات، ونظام عايش الاثنين نفس العمر ولكن بمزيد من المراوغات والمغالطات.
هذا المشهد الثلاثي هو ما يتصدر الواقع الإعلامي ولكنه في الأصل لا يعكس واقع الحقيقة للشعب اليمني بمعنى أن جل الشعب اليمني ليسوا في الساحات ولا في السبعين أو في صف النظام، هذا يعني أن السواد الأعظم من هذا الشعب مجهولون ومجهول موقفهم وهذا ما أخر الحسم وأطال عمر الثورة وإعمار ما أنهار من كيان النظام.
هذا الشعب الذي يقف لأيام أو أسابيع في طوابير تبتلع النظر بغية الحصول على اسطوانة غاز أو دبة بنزين هو المعني قبل غيره بضرورة التحرك، هو صاحب الكلمة الفيصل في هذا البلاء المصنوع، يملك الإمكانيات التي تمكنه من الخلاص والنفاذ إلى العالم المنشود، تعويلة على من في الساحات قاسم للظهر ومعيق لكل حراك ثوري نحو الحسم، لقد ضرب الشباب في الساحات نماذجاً أسطورية من الصمود والعظمة وأظهر وقصارى جهودهم وأقصى طاقاتهم وما يملكون، لكن صمت السواد المريب جعل كل تلك الجهود الجبارة تذهب أدراج الرياح.
أشهد أن شباب الساحات بلغوا أمانة الثورة ورسالاتها كاملة دون نقصان وكان موقفهم هذا حجة بيضاء جلية كالنهار للعالم كله، وأشهد أن المعارضة آمنت بالثورة بلسانها ولم يصل الإيمان إلى قلبها وتجسده في أفعالها، وأشهد أن سواد هذا الشعب مسؤول أمام نفسه ووطنه وتاريخه عن صمته المخزي وسكوته المريب القاتل.
لقد ألهمنا الربيع الثوري العربي بتشريعات ثورية لم تكن في طقوس الثورات العتيقة ومنها أن الثورة لم تعد فرض كفاية يقوم بها البعض، بل صارت فرض عين يجب على من كان يمنياً راشداً عاقلاً سليماً القيام بدوره والمشاركة في إنجاحها، حسب النخبة الشباب أنهم بذلوا أرواحهم بدوره والمشاركة في إنجاحها، حسب النخبة الشباب أنهم بذلوا أرواحهم لثورتهم التي هي لأجل هذا الشعب بسواده العظيم الذي اختار موقف المتفرج دون أن يكلف نفسه بإبداء رأيه فيما يحدث وذلك أضعف الإيمان، من لم ينصر الثورة فهو يناصر قاتليها وهذا ليس من باب قاعدة من لم يقف معنا فهو ضدنا، لأنا فقة الواقع الثوري يبطلها ويبطل العمل بهذه القاعدة التي تصلح للمهرجانات الانتخابية والدعاية لها أو للاختلاف في آراء معينة غير مصيرية ونحن في ثورة ولسنا في انتخابات أو أزمة كما يتعاطى المشترك معها ويعتقد النظام.
التعويل على الخارج في الخروج مما نحن فيه من أي جهة كان هو خور شائن في التفكير، أحمق من يظن أن السعودية غير معنية باليمن أو مهتمة به وأحمق منه من ظن أن أمر اليمنيين وحياتهم وسعادتهم تهم تلك المملكة، نعم المملكة مهتمة باليمن كجغرافيا فقط، أما اليمنيون فدون الخلق والبشر في نظرها وتعاملها، فاليمني على مر التاريخ ما لقي ذلاً ولا تجرع تعالياً إلا من هذه المملكة التي تظهر في أنصع حقائقها في صورة مصغرة لمن يسمى "بالكفيل"، يعرف ذلك المغترب اليمني في السعودية.
الثورة يمنية وإلا فهي ليست ثورة ونجاحها يجب أن يكون بأيدي اليمنيين وإلا فلن تكون ثورة، يجب أن يتجسد هذا الوعي لدى الجميع لأن ذلك هو المخلص الوحيد بدلاً من استعذاب المعاناة وانتظار مخلص لن يأتي من غيرنا.
 

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد