فطرة الله عز وجل في الكون ـ البداية والنهاية ـ فلكل شيء نهاية،ونهاية الإنسان هي الموت المحتوم لا محالة،ونحن كا بشر نستطيع أن نتحكم بالبداية أحيانا ولكننا نقف عاجزون عن تحديد موعد أو مكان النهاية ولكننا نستطيع غالبا اختيار النهاية التي نريد،فهناك مواقف تحتم علينا اختيار نهاياتنا فإما نموت بشرف وشجاعة أو نموت معدومي المبادئ والضمير وجبناء،إما نموت على حق أو نموت في سبيل الباطل،إما نموت بعزة أو نموت بذل،إما نموت من اجل الوطن والشعب أو يموت الشعب من اجل مصالحنا وعرشنا،وهناك العديد من أسباب الموت والنهايات فقد يموت الإنسان قتيلا أو غريقا أو حرقا أو جوعا أو بمرض عضال ألم به أو إعداما أو حتى بدون سبب بإذن المولي عز وجل (تعددت الأسباب والموت واحدا).
أيضا هناك نهاية يفتقدها الكثير من القادة والزعماء العرب ألا وهي النهاية من قلوب أو ذاكرة الشعوب فهناك الكثير من البشر أو بالأحرى الزعماء والرؤساء من يموتون في قلوب شعوبهم قبل إن يستضيفهم عزرائيل في دار القرار،وبمجرد دفنهم تطوى وتتفرمت أعمالهم وذكراهم وبصماتهم السيئة بين البشر،على العكس عند أولئك القادة أو المسؤولين الشرفاء الذين يؤثرون مصالح أوطانهم وشعوبهم على مصالحهم الشخصية وشهواتهم الدنيوية، فيخافون الله عز وجل ويجتهدون في نفع رعيتهم ويسعون لتنمية أوطانهم،نعم هؤلاء هم الذين يجيدون اختيار نهاياتهم فيخطوا لأنفسهم تاريخا وافرا من العزة والشجاعة والزهد والورع وحب الشعوب لهم،فهم وان رحلوا عن الدنيا واختارهم الله ولكنهم يبقون أحياء في قلوب الناس على مدى الأزمان والدهور وهناك قلة من الزعماء الذين نذكر محاسنهم ولا نعرفهم أصلا ولكن صدى أفعالهم الوطنية والقومية والإنسانية ظلت تفوح حتى وصلت إلينا كا (الزعيم جمال عبد الناصر) (والقائد الزاهد إبراهيم الحمدي ) وغيرهم قلة،لذا أتمنى من الفئة الصامتة من الشعب أن يجيدون اختيار نهايتهم ويلحقوا بقطار الثورة الشعبية.
واختم مقالي بنهاية بعض العظماء وعلى رأسهم الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:
لما حضر الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز الموت قال لبنيه وكان مسلمة بن عبد الملك حاضرا
يا بني إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمتهم إلا راو لكم حقا.يا بني قد خيرت بين أمرين إما أن تستغنوا وادخل النار أو تفتقروا وادخل الجنة،فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي،قوموا عصمكم الله..قوموا رزقكم الله...قوموا عني فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة ما هم بجن ولا انس،قال مسلمة:فقمنا وتركناه،وتنحينا عنه، وسمعنا قائلا يقول تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ثم خفت الصوت،فقمنا فدخلنا فإذا هو ميت مغمض مسجى.
فما بال زعمائنا ألان يوصون أبنائهم بقتل البشر وكسر الحجر وحرق الشجر واصطناع الفتن بين المسلمين من اجل الحفاظ على أموالهم وعروشهم.
ويروى عن الإمام محمد بن سيرين أنه لما حضر محمد بن سيرين الوفاة بكى،فقيل له:ما يبكيك..؟
فقال:ابكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي للجنة العالية وما ينجيني من النار الحامية.
ولكن حكامنا اليوم يبكون على أموالهم إذا نقصت ويعانون من قسمة الإرث بين أولادهم قبل الوفاة.
رمزي المضرحي
خسر بقايا النظام وربح عمر 1797