دون علمنا ـ كمثقفين ـ تم تشكيل منظمة تدعي تمثيل مثقفي أبين كما قرأناه في الصحافة المحلية، هذه المنظمة شكلت في وزايا ميتة، في أروقة بقايا النظام ودهاليز السلطة.. المحافظ الزوعري التقى أعضاء هذه المنظمة ـ سرية التشكيل والنوايا والأهداف كما يبدو ـ ولا ندري بأي صفة التقاهم؟! هل بصفته"كبير النازحين" أم بصفته محافظاً لمحافظة هرب منها في جنح الظلام وترك موقعه فيها كمسؤول، فلجأ إلى فندق "ميركوري" بمدينة خور مكسر بمحافظة عدن، الذي لا يسكنه إلا كبار القوم.
مفارقة عجيبة أن أبناء أبين أصبحوا يتكففون المنظمات الإنسانية والجميعات الخيرية حين ضاقت بهم الأرض بما رحبت وتقطعت بهم السبل، وقيادة المحافظة مشغولة بتشكيل منظمات وهمية باسم مثقفي أبين وهم من الثقافة براء وكأنهم يصادرون كل شيء حتى الثقافة والإبداع.
في اتصال هاتفي مع الأستاذ/ محمد العولقي ـ المسؤول المالي للاتحاد العام للأدباء والكتاب اليمنيين ـ قال: نحن لسنا ضد تشكيل أي منظمة إبداعية أو اجتماعية، لكن يجب أن تدخل البيوت من أبوابها.. واعتراضنا هو على الأسلوب والطريقة التي تم بها إنشاء هذه المنظمة التي لا علاقة لأعضائها بالثقافة والإبداع.
أما الزميل/ محمد جازم عبدالرب فقال: هذه منظمة لا صفة إبداعية أو ثقافية لأعضائها، لكن لهم صفات أخرى أكثر التصاقاً بدهاقنة النظام والمنظمة كما يبدو مولودة من رحم الفساد، يفهم ذلك من أسماء أعضائها.. ونحن لا نريد الخوض في التفاصيل لأنه ليس لنا خصومة معهم، لكن التطفل على الثقافة ومحاولة إلغاء أصحابها الحقيقيين هو ما يثير وما "كانش العشم" في المحافظ الزوعري أن يمارس إلغاء الآخرين بهذه الطريقة وكنا نظن فيه خيراً، لكن المؤشرات تظهر وكأن الرجل جاء إلى أبين لتنفيذ أجندة محدودة سلفاً لاستهداف المحافظة وإلهاء أهلها عن القضية الوطنية التي كان لأبناء أبين قصب السبق في تحريكها.
نعم لقد ظهر لنا الآن كم كنا تلقائيين مع أناس لا يستحقون منا كل هذه التلقائية.. واليوم على مثقفي أبين تقع مسؤولية الوقوف في وجه من يريد التحدث باسمهم والافتئات عليهم، فقد انتهى عصر الوصاية.. وعلى النخب المثقفة أن لا تكون ظهيراً للعابثين، ولتكن قضية أبين في مقدمة أولويات أنبائها المثقفين حتى لا يتاجر بها الآخرون حين يحاولون اهتبال الفرصة والاصطياد في المياه التي عكرتها مليشيات النظام الفاسد باسم "القاعدة المفترضة".
منصور بلعيدي
ثقافة الفيد!! ..... 2276