ماذا عن العام الدراسي الجديد لنازحي أبين وكيف سيتم التعامل مع الظرف الاستثنائي الذي يمر به أبناء محافظة أبين وبالأخص مديريتي زنجبار والكود التي غدت فيها المنشآت التربوية والتعليمية ابتداءً بالابتدائية وانتهاءً بالكلية أثراً بعد عين.
وها هم الطلاب والمعلمون في حيرة من أمرهم والمجالس المحلية في فلكهم يسبحون والعباد مشردون هنا وتارة هناك، يتنقلون بين عزل ومناطق متناثرة أو محافظات متباعدة.
إن أبناء محافظة أبين عموماً والمناطق المنكوبة خصوصاً بحاجة ماسة إلى وقفة جادة ومعالجات حقيقية منصفة للجميع، لا سيما أن الوضع المعيشي الذي استجد لم يكن في الحسبان وأي إجراءات ستتخذ بحق هذا المعلم أو ذاك فإنها قد تؤثر على التزاماته المتزايدة التي فرضها واقع النزوح.
ومن المؤكد أن مشكلات عدة ستتواجد، الأمر الذي يجعل المحافظة تسعى لترتيب أوضاع أبنائها في مدارس المناطق والعزل أو المحافظات التي تم النزوح إليها، فأوضاع البعض، أن استقر في عدن أو لحج أو أي منطقة أخرى فهي على غير ذلك بالنسبة لبقية الأسر والتي ربما تشكل الأغلبية الكبرى في بقية المناطق والتي قد تفتقر إلى المدارس والمستلزمات الدراسية.
ولعل أهم صعوبة على الإطلاق ستكون في كيفية التواصل مع الإدارة العامة للتربية والتعليم في المحافظة والتي استقر بها المقام في محافظة عدن، وكذا الأمر بالنسبة لمكتب المديرية بزنجبار الذي هو الآخر يتلقى ممارسة صلاحياته من عدن ما يعني أن مشاكل جمة ستواجه المعلمون ولن يجدوا لها الحلول، فمكاتب المديريات ستكون في واد والإدارة العامة في واد آخر، كما أني على يقين تام انه من المستحيل أن يكون هناك تواصل أصلاً بين مكاتب المديريات والإدارة العامة في ضوءالاحداث التي تشهدها المنطقة، ناهيك عن الاستقرار النفسي والأداء المرضي وهي أمور قد تستغل في استقطاعات غير مبررة بحق المعلمين من جانب واعتماد دراسي لبعض من توفرت لهم الأسباب وحرمان الآخرين من جانب آخر.
ترى كيف ستكون الحلول والمعالجات لطلاب ومعلمين يرون في ظل هذه الأوضاع أن القلم قد صار مرفوعاً عنهم وأنهم حالياً خارج نطاق التغطية ـ تعليمياً وتربوياً وإنسانياً ـ فالأوضاع الغير مستقرة قد انعكست سلباً على نفسياتهم وهي أمور لا تخطر على بال الجهات المعنية الطلاب والمعلمون يطالبون بالتعامل مع مأساتهم بصورة استثنائية حتى تنفرج الغمة وتعود الحياة مجدداً إلى محافظتهم وإلى بعض مناطقها التي خوت على عروشها.
آملين من الله القدير أن يصلح أحوال البلاد والعباد وأن يمن علينا بنعمة الأمان.
عفاف سالم
معلمو أبين وطلابها خارج نطاق التغطية 2141