أجرة الباص غالية .. صحيح، الحقيبة وملازم الدراسة ارتفعت.. صحيح، ثمن الساندوتش قدهو غالي .. أيوة صح، حتى الملابس غالية وكل شي نار في نار.. أعرف كل ذلك جيداً، لكني أريد أن أدرس يا أبي.. المستقبل ينتظرني وأنت جسر العبور إليه.. أنا أعلم أن على كاهلك تحمل الكثير من الهموم والأوجاع، لكنني أرجوك أن تضم هم دراستي والتحاقي بالمدرسة إلى قائمتك الأساسية من الهموم والطلبات التي يجب تنفيذها.
كل يوم في المساء أسمعك تشكو الكثير من الأمور والتصرفات التي تضايقك وتنتقد مرتكبيها بشدة ممن تقابلهم خلال يومك الشاق، وأنت بالمقابل تشاهد شعوب العالم أين وصلت من رقي وتحضر ونضوج في التعامل مع بعضهم البعض وذلك لم يأت إلا لأنهم قدسوا العلم وأعطوه حقه على أرض الواقع.
أنت تشاهد المواطن هناك حين يذهب قاصداً السوق، يأخذ في جيبه محفظته وكارت الفيزا، بينما نحن ابتلانا الله بحمل السلاح حتى لو كنا ذاهبين نشتري كيلو طماط، بالطبع سمعت عنهم كيف يرفقون بالحيوان وأوجدوا لذلك حتى جمعيات ومنظمات لترعاها وتدافع عن حقوقها.. بينما عندنا قد يموت أحدهم في أحد المستشفيات، لأنه لا توجد ضمانه تضمن دفـع مستحقات المستشفى!.
أنت تسمع أن الموظف هناك يقول للمواطن كيف أستطيع مساعدتك سيدي؟ وعندنا يصرخ الموظف في وجهك هات حق القات ولا ما شاوقعش!!، وأيضاً هناك إن اصطدم بك أحدهم في الشارع يقول لك عفواً أنا آسف، المعذرة منكَ، بينما هنا يبهرر عليك ويقولك ما بتستظيش؟ مع إنه الغلطان!.
التعليم يا أبي يغير الإنسان وسلوكه تغييراً جذرياً ويوفر بيئة خصبة للرقي والازدهار ويدفع عجلة التنمية إلى الأمام، لن يكون المستقبل واعداً إلا بالتعليم، لن تتغير سلوكياتنا ويرتقي التعامل بيننا إلا بالتعليم، وأنت حين ترسلني إلى المدرسة يا أبي تقوم بأهم دور لصناعة مستقبل مشرق للبلد ولنا جميعاً.
أرجوك يا أبي أن لا ترد طلبي وألحقني بالمدرسة.. ماذا قلت .. أنت موافق .. شكراً أبي.
عرفات الشجاع
إلحقني بالمدرسة يا أبي 1801