يستطيع الشيطان أن يكون ملاكاً والخفاش نسراً والظلماء نوراً..لكن أمام الحمقى والسذج فقط, وهذا ما أراه واسمعه من مناصري النظام الراحل بإذن الله عز وجل, واستشعره من بقايا فلول النظام العائلي, نعم لا تستغربوا إذا قلت لكم إن هناك مواطنين أو مسؤولين يرون صالح ملاكاً وأحمد نسراً ويحي نمراً والجندي أسدا صادقاً وقيران بطلاً وكل من له صلة بزعامة بالنظام السابق رجالاً أوفياء ومخلصين, بل يكادون يمجدونهم ويقدسونهم لولا أنهم يعرفون أنسالهم, وهؤلاء الثلة طبعاً إما طغى عليهم الجهل ويعانون من افتقار وعوز حاد للوعي, أو مستفيدين من فساد النظام السابق، لذلك يثيرون المشاكل والزوابع والفتن ويقتلون الأبرياء والأحرار ليس لإرضاء الله طبعاً, بل لكي تلفت إليهم الأنظار فيقول قائل: فلان بطل ومخلص للعائلة الملكية أو تصرف له مبالغ مالية وأسلحة من قبل بقايا فلول النظام السابق وهكذا.
عموماً لم أتطرق معكم لصلب الموضوع ولبه, فكما تعلمون فإن العاصمة صنعاء تعيش حالة مريبة، مليئة بالخوف الممزوج بالهدوء الحذر منذ مطلع شهر سبتمبر الحالي،ويستمر حشو العاصمة بالأسلحة الخفيفة والثقيلة وتسليح أنصار وبلاطجة الأسرة الحاكمة واستيراد كميات هائلة من الأسلحة الثقيلة والفتاكة الحديثة من روسيا وغيرها، حيث بلغ قيمة آخر شحنة أسلحة ما يقارب مليار دولار وليس ببعيد أن تكون هذه الشحنة بتمويل ملكي سعودي،وهذا كله بسبب قرار شجاع للثوار في شتى المحافظات باستئناف التصعيد الثوري والمطالبة بالحسم الفوري،فما كان من قيادات ومستشاري الأسرة الملكية إلا أن أعلنت الخيار العسكري، ردعاً للثوار المطالبين بالحسم السلمي, نعم إنهم يريدون زج الوطن في بحرا من الدماء بين الشعب وأبنائه من إفراد الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والأمن المركزي وإفراد القوات المسلحة والأمن فيقتل الأب برصاصة ابنه والأخ بمدفعية أخيه وهذا بذاك, فيما تبقى الأسرة في موقف المتفرج والمشجع الساخر من وعي أنصاره ولا يدركون أن إضرام النار في الغابة ستلتهم الأخضر واليابس وكذلك هي الحروب إذا نشبت كما يتمنى أطفال النظام فهي تستهدف الأغنياء والظالمين والفاسدين من بقايا النظام فهم من سيخسرون أرواحهم ووطنهم وقصورهم المشيدة وبساتينهم ومزارعهم المنهوبة من الضعفاء, إما المواطنون الفقراء والمنهوبون وهم الأكثر طبعاً فلن يجدوا ما يخسرونه أو يتندموا عليه لأن النظام لم يترك لهم ما يتحسروا علية أصلا.
كما أسلفت أنفاً فهناك متخلفون يسعون إلى صناعة المجد المزيف على حساب شعوبهم ويحاولون اكتساب الألقاب والشهرة ولو على دماء الضعفاء والمساكين أو كما قال أحد الحكماء "لطالما رأينا أناساً يصعدون إلى خشبة الإعدام إذ ليس لديهم وسيلة سواها للتعالي فوق الآخرين".
وأخيراً:
أما نصيحتي لكل من يبتغي إرضاء المخلوق العائلي أو البحث عن الألقاب ولا يبالي بمعصية الخالق عز وجل, أقول لهم إن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل, وكما تقول الحكمة "ليست الألقاب هي التي تكسب المجد.. بل الناس من يكسبون الألقاب مجداً.
وقفة لأحرار الساحات:
إخواني الشباب أولاً أتمنى أن تتحكموا بمشاعركم واندفاعاتكم ورغباتكم ولا تكونوا وسيلة لبعض المتطفلين والمتهورين والمستفيدين من حماسكم الثوري في تلبية منافعهم وأيضاً التأكد من هوية قادتكم في الساحات لكي لا نندم حين لا ينفع الندم، وان تواصلوا مسيراتكم واعتصامكم والحفاظ على سلميتها, ثانياً أرجو أن تحافظوا على أرواحكم قدر ما استطعتم و الآجال بيد الله عز وجل بلا شك، و أفضل أن تعيش لأجل وطنك أفضل من أن تموت لأجله.
رمزي المضرحي
متى يكون الشيطان ملاكاً....؟؟ 1914