ضمن سلسة الإجراءات العقابية التي يمارسها رموز النظام على أبناء الشعب اليمني في مختلف محافظات الوطن، رداً على خروج الملايين الهادرة في الساحات والميادين المطالبون بإسقاط هذا النظام العائلي الفاسد وبناء على أنقاضه نظاماً ديمقراطياً عادلاً ينعم فيه المواطنون بالأمن الذي افتقدوه طويلاً، والأمان الذي هجرهم دهراً والحرية التي غابت عنهم كثيراً وظلت حلماً يراود الناس في زمن الاستبداد في يمن الإيمان والحكمة، حين تسلط على رقاب الناس من غابت عنه الحكمة وضعف إيمانه فقاده غروره إلى ارتكاب المجازر بحق أبناء هذا الشعب لمجرد أنهم يرفضون الاستبداد ويطالبون بالحرية.. ضمن هذه السلسة من الإجراءات العقابية الجماعية تأتي عملية انطفاءات الكهرباء المتكررة في المناطق الساحلية شديدة الحرارة في فصل الصيف وفيها محافظة عدن التي حظيت بأطول فترة انطفاء وصلت إلى ثمان ساعات في اليوم والليلة وهو ما ضاعف معاناة كل الناس، ناهيك عن المرضى بأمراض مستعصية كالسكري وضغط الدم الذين لا يتحملون كل هذا العذاب.
إن عملية تكرار الانطفاءات الكهربائية على محافظة عدن بهذه الطريقة القاسية والمزعجة تعد جزءاً من العقاب الجماعي يرقى إلى مستوى جرائم حرب بحق هذا الشعب، خاصة أنها عملية مقصودة وليست عرضية أو فجائية بسبب خلل فني..ومثل هذه الإجراءات العقابية إنما تزيد مساحة الغضب الشعبي اتساعاً وقوة ذلك الغضب الممتدة أفقياً والمتصاعد بازدياد مع كل حماقة يرتكبها هذا النظام القمعي الذي لم يترك وسيلة من وسائل العقاب إلا ومارسها وآخرها ما أقدم عليه أولاد صالح من مجزرة بشعة يومي الأحد والأثنين في صنعاء وتعز راح ضحيتها العديد من الشهداء وعشرات الجرحى، وهي محاولة بائسة حمقاء لوقف الزحف الجماهيري الهادر والتصعيد الثوري الذي يسبق الحسم الآتي قريباً جداً بإذن الله.
أما الشيء الوحيد الذي أفلح النظام في إدارته بدقة متناهية فهو توقيت انطفاءات الكهرباء في محافظة عدن بانضباط صارم بالدقيقة والثانية في تعذيب أبناء عدن وسط هذا الجو اللاهب صيفاً حتى قال قائلهم: إذا تأخر انطفاء الكهرباء عن موعده المحدد سنخرج بمظاهرة نطالب بتثبيت الانطفاءات لأننا تعودنا عليها لكثرة تكرارها.. "وقطع العادة عدواة".
منصور بلعيدي
في عدن: انطفاء الكهرباء جزء من العذاب 2394