هناك مدارس تدار بالريموت التابع لفلول اللانظام ويتم قبول وتسجيل الطلاب فيها حسب الشروط التي يمليها قادة وتربويون ملتصقون ببقايا اللانظام حسب مزاجية وأهواء وسياسة الحزب الحاكم, فيتم قبول الطالب حسب مدى حبه وولاءه للانظام لا حسب ذكائه وأخلاقه وسلوكه, ونحن هنا لا نعفي المدراء والمعلمين من اللوم وارتكاب الأخطاء السياسية ورفض أي توجيهات عنجهية ومتطرفة لأي جهة كانت, فالتعليم للجميع والحزبية والتعصب للساسة, ولا يجب زج الطلاب بالمناحرات والمكايدة السياسية، فالعلم لنوابغه وهواته والسياسة لأصحابها وأهلها والخبز لخبازه, وان كان لابد من ممارسة السياسة بالنسبة للمدراء والمعلمين وغيرهم، فيجب أن لا تتجاوز أسوار المدارس، بل خارجها حتى يعطى الطالب حقه وبعد أن يخرج هذا المعلم من المدرسة من حقه أن يتفرغ لحزبه وساسته، فهكذا تتعامل الدول المتقدمة والراقية مع الأزمات والثورات .
أنا والعياذ بالله من كلمة أنا لا اسرد لكم هذا إلا من واقع عانيته وأنا لست إلا واحداً من الملايين الذين يعانون أثناء تسجيل أبنائهم.
في صباح يوم الأحد الموافق 18/9/2011 ذهبت إلى إحدى مدارس إب وهي من اكبر وأشهر المدارس في اللواء -المصفر حياء من أخلاق وسلوكيات بعض أهله وعلى رأسهم مدير هذه المدرسة الذي كان يدعي الوطنية واحترام المبادئ- وكان حري به أن يكون والداً حنوناً لكل طالب في مدرسته، كونه راع لهم والراعي مسؤول عن رعيته , ولكن للأسف أن مزاجية وهمجية وعصبية هذا المدير مستمدة من ولاءه الشديد لبقايا اللانظام بدلاً عن ولاءه لوطنه وشعبة, فبمجرد وصولي الإدارة لتسجيل أحد الطلاب المتميزين علمياً وأخلاقياً رفض تسجيله ليس لشيء إنما لاعتقاده أنه من المناوئين لفلول اللانظام, مع العلم أن الطالب لا يعي حتى معنى السياسة والحزبية، كونه من أبناء الريف المجتهدين بالعلم فقط, ولكن مجرد وجودي بجانبه أثار غضب وتعنت هذا المدير، طبعاً لكوني محسوب على الثورة، فرفض تسجيل الطالب رفضاً باتاً, فنصحني أحد المعلمين الشرفاء وقال لي إذا معك بطاقة عضوية مؤتمر احضرها وسوف يرضى عنكم ويقبلكم أو ادفع حق ابن هادي وسوف تنال حبه ورضاه, فذهبت إلى التربية لرفع شكوى بسلوكيات وتطرف هذا المدير، ولكن كما يقول المثل "إذا غريمك القاضي من تشارع" فلم أجد آذاناً صاغية, ولكنني أقول لهم ولكل متطرف ومتعنت كما يقول علي ولد زايد "ذي ما يجيب داعي الصوت يدعي ومحد يجيبه ".
أخيـــراً :
قد يتسلل إلى أذهانكم أنني اكتب هذا المقال بدافع الكراهية أو الانتقام، بل العكس فمرادي هو أن يعي الشعب والآباء ما يخفى عليهم وما يدور في المدارس من مهزلة بدلاً عن الدراسة, هل تعرفون ماذا كان يريد المدير المتعجرف ومن هم على شاكلته كان يتلذذ بخروجي خائباً يلتهمني التندم والحسرة، لأنني لا امتلك بطاقة مؤتمر أو أعطيه حق ابن هادي أو الرجوع إلى المدرسة بمجاميع مسلحة والعنترة عليه كما يفعل البلاطجة وفرض قانون القوة كي يزعم إننا اقتحمنا المدرسة وتسييس القضية, ولكني خيبت كل توقعاته وآماله ولم اعد إليه، ولكنني تندمت فعلاً لأني درست وتخرجت من هذه المدرسة وطبعا لم يكن هو المدير, ولم أوافق على الرشوة لأنني ارفض أن أصبح جزءاً من الفساد.
وقفة:
في نهاية العام الماضي وقبيل الامتحانات بالتحديد كان مدير هذه المدرسة يطلب من الطلاب في المدرسة والمدرسين أيضاً الخروج في مسيرات تابعة للنظام تهتف "بالروح بالدم نفديك ياعلي"، فأي سخافة يتحلى بها معلمونا، وطبعاً كان ذلك بدوافع معنوية ومادية, ولكن ما يضحك هو خروج الطلاب وتشكيل مسيرة طلابية مناوئة للانظام وتهتف "الشعب يريد إسقاط النظام"، ومنهم من يلتحق بركب الثوار في الساحة، فما كان منه إلا أن قام بفصل هذا ورسب ذاك, فما ذنب الطالب الذي ذهب إلى المدرسة لطلب العلم, لا لتكون هذه المدرسة مقر لتلقينهم السياسة وزرع الولاء للانظام .
رمزي المضرحي
مدراء اللانظام وطلاب اللاسياسة 1979