;
عبدالوارث ألنجري
عبدالوارث ألنجري

بين مظلة الفساد ومغارات النفق المظلم!! 1889

2011-10-03 04:40:22


تأسس المؤتمر الشعبي العام والحزب الحاكم في اليمن منذ تسعة وعشرين عاماً، في بداية ثمانيات القرن الماضي ليضم نخبة من مثقفي، وعلماء، ومشايخ، وساسة البلاد، وخرج من بين المؤتمريين حينها ما يسمي"الميثاق الوطني" والذي كان يعد بمثابة رؤية وطنية للحكم، وفي عام 1990م، وبعد الاتفاق على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية دخل المؤتمر كشريك أساسي في الحكم إلى جانب الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكم المحافظات الجنوبية، لتدخل البلاد بمرحلة جديدة، بدستور جديد وإقرار التعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة عن طريق الانتخابات، من خلال التنافس الوطني الشريف بين الأحزاب المتواجدة على الساحة الوطنية، ليتم إعلان دولة الجمهورية اليمنية، ويتقاسم الحزبان الرئيسيان السلطة في مرحلة انتقالية دامت ثلاث سنوات، وخلال تلك المرحلة ظهرت الاختلافات الجوهرية والسطحية بين شركاء الحكم، وظلت العلاقة بين مد وجزر حتى انتخابات 1993م، البرلمانية والتي رفض نتائجها الحزب الاشتراكي.
وخلال الفترة الانتقالية حاول كل طرف إقصاء الآخر والتوسع على حسابه في القاعدة الجماهيرية، لتتفاقم الأوضاع أكثر وتصل إلى المواجهات العسكرية، وخلال تلك الفترة وما بعدها لم يفكر النظام والمؤتمر سوى بالسلطة والحكم، حيث تحالفا مع الطرف الثالث وهو الإصلاح في مواجهة القوة الاشتراكية والانتصار في السابع من يوليو 1994م، ليدخل النظام في تحالف آخر مع الإصلاح شريك الحرب بعد القضاء على شريك الوحدة، ولأن هذا الطرف الثالث لا يملك قوة عسكرية كما هو الحال بالنسبة لشريك الوحدة فقد حاول النظام الانفراد بالحكم والثروة والسلطة باسم المؤتمر الشعبي العام، وتحت مبرر الأغلبية في انتخابات 1997م، البرلمانية، و التي قاطعها الحزب الاشتراكي اليمني، وخلال تلك الفترة وما قبلها تجاهل النظام كافة اللوائح والقوانين والدستور ومبدأ الثواب والعقاب والمصلحة الوطنية العليا مقابل اكتساح الشارع بقاعدة شعبية كبيرة لمواجهة شريك الحكم والحرب والانتصار التجمع اليمني للإصلاح ومن ثم الانفراد في الحكم، حيث دخل المؤتمر في تلك الفترة وما قبلها الغث والسمين والصالح والطالح والفاسد والشريف لا يهم السلوك بقدر ما يهم تأثيره في المواطنين في دائرته الانتخابية أو مديريته، أو عزلته أو قريته، وهكذا.
 والغريب في الأمر أن النظام كان قبل انتخابات 1997م النيابية يتحدث عن الفساد والمخالفات والاختلالات الأمنية وغيرها، ويقول: إن الائتلافات الحكومية والشراكة في الحكومات مع الآخرين وراء ذلك الفساد وذلك باتهام مبطن للطرف الآخر سواء الإصلاح أو الاشتراكي حينها، لكن وبعد انتخابات 1997م، والحصول على الأغلبية في مجلس النواب والانفراد بالحكم عاد مرة أخرى ليتغاضى عن الفساد والمخالفات والفاسدين، رغم أن إخطبوط الفساد كان قد ساد معظم مرافق الدولة وبشكل مخيف وأكبر مما مضى، لكن النظام وبعد الانفراد مرة أخرى في الحكم وصف كل من ينادي بمحاربة الفساد ومحاكمة الفاسدين وضرورة الحفاظ على المال العام بالأصوات النشاز والمفلسين وأصحاب الدعايات الانتخابية والنظارات السوداء وغيرها من المسميات، في الوقت الذي كان هو ومن معه من قيادات جديدة للمؤتمر بعد التخلص من الفريق المؤسس ينعمون في العسل ويتمتعون في لذة الانفراد لقيادة البلاد دون أدنى تفكير عن المستقبل وقادم الأيام، ودون حساب الأيام والشهور والسنين التي تمر بثقلها على هموم ومعاناة أبناء الشعب، كيف لا ولديه الأغلبية في البرلمان والجيش والأمن تحت قيادته، وكذا القضاء والأمومة والطفولة وحتى جهاز محو الأمية، لا خوف على أي مؤتمري فاسد في مختلف المرافق الحكومية مادام تحت مظلته.
وهنا فقط أتيحت الفرصة للفاسدين ومصاصي الدماء والقتلة والسرق والظالمين ليمارسوا نشاطاتهم دون رقيب أو حسيب، لتصادر الحريات وتنتهك الحقوق وتغتصب الأراضي والأملاك بالقوة، وتقر الجرع السعرية وترتفع الأسعار ومعها ترتفع دعوات المظلومين إلى السماء فليس بينها وبين الله حجاب, وكلما تثار قضية مما سبق في أي محافظة من محافظات الجمهورية يكون الرد جاهز من قبل الظالم أو الفاسد وكذا من قبل البطانة السيئة للنظام, بأن المظلوم وصاحب الحق والمشتكي كاذب, وهنالك تضليل ودعوى كيدية ابتدعتها أحزاب اللقاء المشترك وهي في الأساس قضية حزبية لا غير, مادام الظالم أو المغتصب قيادي في الحزب الحاكم مرت سنوات والملايين من أبناء الشعب اليمني يقر في أن هنالك فساد, هنالك ظلم وهنالك فوضى وعبث والنظام لا يزال منتشياً في مخدعه، يتلذذ بانتصار السابع من يوليو لترد قيادته الكرتونية في الحزب الحاكم بالقول (( الكلاب تنبح والقافلة تسير)) ولم يفكروا بأي اتجاه تسير تلك القافلة رغم أن حكيم اليمن رحمة الله عليه كان قد حذرهم بأن القافلة تسير باتجاه النفق المظلم وهنالك العشرات بل المئات من القضايا الحقوقية وقضايا الفساد التي أثيرت خلال السنوات الماضية وللأسف قيدت جميعها ضد مجهول ومحجوب بقوة المؤتمر والقائد وتتسارع الأحداث ولم يتعظ النظام من الثورات في تونس وبقاء بن علي لعدة ساعات في الطائرة ليظهر النظام متحديا بالقول اليمن ليست تونس, ويسقط بعد ذلك فرعون مصر ليظهر مرة أخرى منتشياً ومحذراً بالقول (( التحدي بالتحدي)), خرجت الجماهير إلى الشارع وتوالت الاستقالات من الحكومة والحزب الحاكم وانشق الجيش وتعالت الأصوات المطالبة بالرحيل وسقطت كافة الأقنعة المزيفة والمبررات الواهية من قاعدة وحرب أهلية وغيرها لتسفك الدماء وتزهق الأرواح وتدمر المدن ويتم قنص الأبرياء والمتظاهرين وتقتل الطفولة, رغم ذلك كله لا يزال النظام يصر على البقاء ولا تزال عناصر الحزب الحاكم الفاسدة تعبث بالمال العام بعد أن خلا لها الجو في الثمانية الأشهر الماضية وهذا هو النفق المظلم والشعب بأكمله بانتظار بصيص ضوء للخروج بأقل الخسائر من الأرواح.
لقد أصبحت الملايين من البشر في اليمن بين مظلة الفساد ومغارات النفق المظلم لتقتل أمام ومرأى ومسمع العالم فالأشقاء ربما يفضلون ذلك بدلاً من بقاء هذه الملايين في التسلل على الحدود وتكون مصدر إزعاج لهم والأصدقاء، يفضلون ذلك للشعب اليمني من أجل أن تسود الحرب والفوضى وتصبح اليمن مصدر خوف وقلق لجيرانه لممارسة أنواع الابتزاز من الجوار مقابل تأمين الحدود مع اليمن من الارهابين والمتسللين والحوثيين وغيرها من المسميات فمن وقف في وجه القذافي وأرغم مبارك على التنحي لا يزال يغازل علي صالح ويغض الطرف عن الدماء والأرواح اليمنية وفي نفس الوقت ويفاوض المعارضة ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد