توكل.. أيها المجد القادم.. من زمن الثورة السلمية البيضاء في يمن الإيمان والحكمة.. يمن بلقيس وأروى، يمن أقدم شورى في العالم تقودها امرأة ".... ما كنت قاطعة أمراً حتى تشهدون".
اليوم يتجدد التاريخ في حلة جديدة باهية الجمال.. حلة اسمها "توكل" بلقيس اليمن الجديدة.. حين أثبت اليمانيون أنهم شعب الحضارة وعراقة التاريخ.. شعب الثقافة والعلم، شعب التطبيق الفعلي لثقافة الشورى.. شعب يصنع العظماء نساءً ورجالاً رغم قسوة المعاناة من حكام غلاظ قساة، تربعوا على عرض الوطن فقادوه إلى التخلف والاستجداء.. كانوا رجالاً.. لكنهم ذكوراً ليس إلا، فمن "إمام" فرض على شعب عزلة كاملة وغيبة عن كل تطور ونهوض طوال عقود من الزمن إلى أمام جديد بقميص الحداثة "رئيس" يرقص على دماء وأشلاء شعبه، حين أطلق أيادي أزلام أسرته لقتل أبناء الوطن بأسلحة اقتطع أثمانها من لقمة عيش الشعب المنكوب برئيسة وعائلته.. هو رجل نعم لكنه صار وبالاً على شبعه..
وتوكل امرأة، لكنها كانت سبباً في إعادة الأمل للأمة بالخروج من سراديب الظلم والجور والاستبداد.. هو رجل نعم.. لكنه تسلط على رقاب العباد ونشر في الأرض الفساد وصور اليمانيين بأنهم شعب متخلف حتى كوّن العالم رؤية سوداوية عن اليمانيين من خلال وصف الرئيس، الذي أمتهن كرامة اليمانيين حين قال إنهم يملكون الملايين من قطع السلاح ويتقاتلون لاتفه الأسباب.
هي امرأة نعم.. لكنها أدخلت السرور على شعبها بحصولها على هذا الشرف الرفيع وكانت سبباً لفضح تقولات الرئيس على شعبه، حين قادت ثورة شعبية سلمية بيضاء أبهرت العالم وغيرت النظرة السلبية النمطية عن اليمانيين بسبب وصف رئيسهم ذوي العقلية الإمامية.. شعب ترك سلاحه وراء ظهره وواجه جبروت أمامه "الجديد" بصدور عارية، فقدم عشرات الشهداء والالآف الجرحى في سبيل استعادة الوطن المخطوف من خلال تورثه السلمية الشبابية الرائعة..
ثورة ضربت للدنيا كلها مثلاً لصورة ناصعة في البياض عن نضالات الشعوب التواقة لنيل الحقوق والحريات رغم جسامه التضحيات.. فكانت سلمية الثورة ونضال توكل عبدالسلام على رأس هذا النضال السلمي الرائع مع بنات جنسها وشباب الوطن الثائر، سبباً كافياً لنيلها جائزة نوبل للسلام.. لقد فعلتها ابنة عبدالسلام.. قائدة ثورة السلام.. فسلام لتوكل عبدالسلام وسلام لشعب أنجب هذه المرأة المناضلة الصلبة، حاملة راية السلام بعقيدة دين السلام.. لأنها صنعت لشعبها هذه المرتبة العالية من الشرف والمجد في زمن الذل والاستسلام الذي صنعه بعض الرجال واعتبروه انجازاً.
منصور بلعيدي
توكل.. يمانية صنعة التاريخ 2072