في ظل حالة النزوح التي يعيشها أبناء أبين المغلوبين على أمرهم فوجئوا بتناسل المجالس الأهلية ذات الألوان المختلفة وتكاثرها بصورة تبعث على التساؤل.. خاصة أن هذه المجالس لم تضع في الحسبان معاناة النازحين وتتبنى قضاياهم العملية أمام الجهات المختصة ولكنها تحاول استثمار معاناتهم للزج بهم في نشاطات احتجاجية أو سياسية لكي يظهر أصحاب هذه المجالس "إياها" أمام المسؤولين وكأنهم يستطيعون تحريك أبناء أبين وقت الحاجة.. وتلك انتهازية واضحة ما كان لها أن تحدث إن كان أصحاب هذه المجالس لديهم شيء من الإحساس بالمسؤولية وبقايا ضمير..
نقول هذا الكلام وقد علمنا كيف استخدم رئيس أحد هذه المجالس الوهمية "مجلسه" لابتزاز السلطة، ويعجب المرء مما وصل إليه البعض من استهتار بمعاناة الناس وتسخيرها لخدمة أغراضهم الخاصة.. ولا تكمن المشكلة هنا في عملية الاستقطاب السياسي للنازحين وفق فرضية "فن الممكن" فذلك يجوز "مع الكراهة"، خاصة في حالة النازحين، وهناك أحزاب ومكونات سياسية وجهات أمنية لها نصيب في هذه المظلات الجوية التي هبطت على نازحي أبين هذه الأيام.. لكن هذه المشكلة تكمن في أن هذا الإنزال الجوي المكثف للمجالس الأهلية لا يأتي عبر الطرق المتعارف عليها من خلال لجان تحضيرية أولاً، ولكن في "مقيل" يمكن أن يتم تشكيل مجلس أهلي ويعين له رئيساً واليوم الثاني يبدأ نشاطه باسم الناس دون علمهم ناهيك عن رضاهم.. هذه هي الحقيقة بلا رتوش.. لكن هذه الحقيقة لا يقبل بها الكثيرون لأنها تخلع عنهم قناع التخفي وتكشف الحقائق كما هي على علاتها، فتصبح الحقيقة الصادقة كالدواء مر مذاقها، لكن فيها شفاء مثل الدواء تماماً.
فيا أصحاب المجالس الأهلية رفقاً بالنازحين ويكفيهم الذي فيهم من الهموم والمعاناة والأعباء الحياتية فلا تضيفوا عليهم أعباءً إضافية يرحكم الله.
منصور بلعيدي
إنزال جوي!! ..... 1932