عاشت صنعاء ليلة هي الأعنف منذ بدء الاحتجاجات استمرت حتى فجر أمس.. دوت الانفجارات في أرجائها لتهز كل مكان وصوت القصف وحده هو السائد في العاصمة بدا كحاكم فعلي لها، لعلعة الرصاص والقذائف تزتان بها مدينة صنعاء ولياليها الحالكة السواد وليست مآذن الصالح.. تصعيد عسكري يتحرش بفتيل الوضع تمهيداً لقرار البارود، بدأ في اشتباكات مجنونة أسفرت عن ضحايا بالعشرات ودمار بالجملة في مؤشر خطير ومخيف، خصوصاً أن اليمن أضعف من أن يحتوي ساحات لمعارك وحروب يستسهلها للأسف بعضاً من قادة السلطة كالعادة.
يبدو أن النظام يرى انه في حرب صيف 1994 حين أصدر مجلس الأمن الدولي عدداً من القرارات التي طالبت بوقف الحرب وعدم فرض الوحدة بالقوة انه بتمكن قواته من حسم الأمور على الأرض جعل من هذه القرارات حبراً على ورق ولهذا يعول على الحسم العسكري خيارا كما يظهر..
إلا أن الفرق بين أزمة 94 وثورة الشباب السلمية اليوم هو عدم وجود ساحات تضج بالمحتجين العزل إبان حرب أسميت " الردة والانفصال " وحشد لها القبائل والعسكر ورجال الدين والسياسيين ويأجوج ومأجوج لتنتصر الشرعية والخاسر وطن؛ كعادتها الحرب الأهلية لا تكرم منتصراً ولذا وجدنا أنفسنا نردد: "الحمد لله على بقاء الوحدة والله يجازي من كان السبب "، ففي الوقت الراهن الذي يمثل فيه الشباب القوة المنظمة والأكثر تواجداً في الشارع وفي الميادين لو قرر النظام حسم الأمر مع خصومه العسكريين والقبليين حتماً سيصطدم بالساحات والخيمة تهزم الدبابة وفي عصر التغيير ومنذ هبت رياح الربيع العربي لتقتلع جذور الفساد والاستبداد تحولت الدبابات إلى ضفادع ليس بإمكانها أن تغير من الأمر شيئ سوى نقيق بلا جدوى.
عبد الحافظ الصمدي
نقيق الدبابات وزئير الخيام..! 2433