حالة مزرية تماماً تمارسها الوحدة التنفيذية على النازحين عند توزيعها لهم مواد غذائية على "قلقها"، وكأنهم يتلذذون بعذابات النازحين.. ويتم جمع ثلاث مديريات على مستودع واحد للصرف ويتراكم النازحون بالمئات إن لم يكن بالآلاف – نساءً ورجالاً- في مكان واحد وينتظرون حتى ينقضي نصف النهار، ليأتي أعضاء اللجان وحينها تتم عمليات طويلة ومعقدة جداً حتى يوصل النازح إلى معرفة مكان اللجنة التي نزل اسمه فيها ويتكاثر الزحام وتحصل الإشكالات وربما الاشتباك بالأيدي للوصول إلى اللجنة التي لا يهمها كثيراً معاناة الناس ويمارسون عليهم نوعاً من العذاب بالروتين الممل وتستمر هذه العملية المرهفة للنازحين أياماً، ليحصلوا على جزء من المواد الغذائية، ليعودوا بعد أيام أخرى للمزاحمة على ما تبقى لهم من مواد على (قلتها).
يقول أحد النازحين: طريقة توزيع المواد الغذائية للنازحين جداً مملة روتينية أكثر من اللازم وكأنهم يريدون تحويلنا إلى مجرد شحاتين، فطابور طويل ومزاحمة شديدة حتى تحصل على كرت، وطابور آخر ومزاحمة شديدة حتى تحصل على توقيع الكرت ومثلها تماماً حتى تحصل على ختم الكرت ومزاحمة شديدة أخرى حتى تحصل على المواد بعد مكابدة شديدة وزحام مفتعل.
وكان الأولى بهم أن يوزعوا الناس على مديرياتهم وستتم العملية بسهولة ويسر، لا أن يجمعوا ثلاث مديريات مع بعض لكي يخلقوا هذا الإرباك المفتعل.
وأحد النازحين قال: كان يفترض أن تكون آلية توزيع المواد مسهلة ومساعدة ومراعية لظروف النازحين، حتى يشعرون بآدميتهم وتحترم مشاعرهم ومنها مثلاً: أن توزع كل مديرية لحالها، وأن تتم لجان خاصة بساكني المدارس وأخرى بالمستأجرين حتى يخفف الزحام وتسهل العملية، ما لم تكن اللجنة التنفيذية لها أغراض أخرى من وراء مراكمة النازحين في مكان واحد وإرهاقهم بالزحام المفتعل والمواصلات إلى أماكنهم المتباعدة.. ولكن لمن تصيح يا فصيح.
وشخص آخر من النازحين يقول: إن اللجنة التنفيذية تتعمد افتعال الزحام والاختناقات والفوضى عن قصد، يصرفون للنازح كرت فيه ستة أشهر وبعد أن يدوخ النازح السبع دوخات ليصل إلى المستودع لاستلام المواد الغذائية يسحبون منه الكرت، في الشهر الثاني تعود عملية الإذلال من جديد وقد تجد اسمك سقط سهواً، بلا مبرر، وتعود المعاملة من نقطة الصفر وكأنها عملية تطفيش للنازحين وابتزازهم.. إنهم يسقطون من يشاؤون ويرفضون من يشاؤون ولا وجود لمن يحاسبهم.
* إشادة:
محافظ أبين صالح حسين الزوعري دعا النازحين الساكنين في المدارس إلى عدم الخروج منها حتى تحل أزمتهم، وهذا موقف إيجابي يحسب للزوعري في ظل تراخي المسؤولين عن هذه المأساة ومحاولة إطالة عمرها.
