في وسط الزحام الشديد استطعنا بصعوبة الوصول إلى داخل الجمع الكبير من النازحين الذي يحيطون بالأخ/عبدالمجيد الصلاحي – عضو الهيئة الإدارية للمجلس المحلي بمحافظة أبين- في أحد مراكز توزيع المواد الغذائية وكان يلقي في الجمع ما يشبه الخطاب للرد على استفساراتهم، ومما قاله: "اعلموا أن الكحلاني هو المسؤول الأول عن النازحين في عدن وهو يتحمل مسؤولية ما يجري لكم من معاناة وروتين ممل من أجل استلام الفتات من المواد الغذائية".. وأصبح الكحلاني يتحكم في كل كبيرة وصغيرة، بشمولية مفرطة وكأنه "برايمر" النازحين، في إشارة إلى "برايمر" العراق الذي أعاد العراق إلى العصر الحجري.
واسترسل الصلاحي قائلاً: وعليكم أن تعرفوا أن كل مسؤولي أبين شركاء الكحلاني في إذلالكم بهذه الصورة المزرية، كأنهم يريدون إلهاءكم عن قضيتكم الأساسية المتمثلة في تحرير زنجبار وعودة النازحين إلى ديارهم.
إن هؤلاء شركاء فاعلون في مهازل توزيع المواد الغذائية، يريدون تحويلكم إلى مجرد شحاتين تتكففون الناس، وكما كانوا سبباً رئيسياً في تشريدكم من أرضكم ودياركم، صاروا اليوم سبباً آخر في معاناتكم ومضاعفة همومكم.
وللأمانة، فقد كانت نبرات صوت الرجل وقوة طرحة أمام الجموع المحتشدة تدل على صراحته وصدقه فيما يقول والله أعلم بالسرائر.
ومما لاحظناه في مراكز توزيع المواد الغذائية بلا استثناء أن عملية توزيع المواد الغذائية تتم بطريقة فوضوية ولا يوجد التزام من قبل اللجان المكلفة بالحضور المبكر ولا مكان محدد لهم، فيصعب مراجعتهم عند حدوث خطأ ما أو سقوط الأسماء "سهواً"، كما أن الكثير ممن يستلمون مواداً هم من المقيمين في عدن بينما نازحين حرموا منها واللجنة بكافة مكوناتها على علم بذلك.
وبعد بحث مظنٍ وجدنا أحد أعضاء اللجنة بين الزحام – فضل عدم ذكر اسمه- قال: اللجنة التنفيذية تعطينا الكشوفات الـ9 صباحاً وتسحبها منا 12 ظهراً وتعيدها لنا الساعة الرابعة عصراً وتحسبها السادسة مساءً وكأنهم لا يثقون بالعاملين معهم أو يخشون انكشاف شيء ما، وهذا هو سبب تزاحم الناس وتأخر حصولهم على نصيبهم من المواد الغذائية وتأخير تسليمنا الكشوفات يؤخر العمر، فيتزاحم الناس ويرتبك العمل.
والملاحظ أن المسؤولين في أبين قبل الأزمة هم أنفسهم المسؤولون على شؤون النازحين!، فلماذا لا تشكل اللجان من النازحين أنفسهم؟!.