ما يحدث اليوم في عدن من انقلاب أمني مخيف يجعل الحليم فيها حيران، تفجيرات هنا وهناك، إحداها طال موكب وزير الدفاع في مكان غير متوقع، من الجهة التي تملك الوصول إلى الوزير؟! وفي عدن بالذات؟!، وقتل "المغفل" وقيدت القضية ضد "القاعدة" وبدأت التسريبات تفشي بلقاءات موهومة للوزير مع الحراك!!.
وأمام بوابة الأمن السياسي بالتواهي، فجر "مغفل" آخر نفسه وراح ضحية غباءه، من المستفيد من ذلك؟!
اغتيال رئيس مكافحة الإرهاب في عدن "علي الحجي" بمدينة المنصورة وألصقت التهمة بالقاعدة ولاذ الجناة بالفرار وعجزت جحافل القوى الأمنية المتعددة الأسماء والمهام عن الإمساك بهم.. من المستفيد؟!
وحسب التسريبات بأن الرجل كان ذكياً جداً واستطاع الوصول إلى معلومات خطيرة في تحديد من هي القاعدة في اليمن؟! ومصادر تمويلها والجهات التي تحركها بـ"الريموت كنترول" هل قتله ذكاؤه؟!
وبعده بأيام اغتيل مدير الأمن السياسي في المعلا/التواهي أمام منزله بمدينة القاهرة بمديرية الشيخ عثمان، وكانت طريقة اغتياله أكثر جرأة من سابقاتها، ملثمون تقدموا على الرجل وهو يهم بركوب سيارته أمام أنظار المارة، أطلقوا عليه عدة أعيرة نارية من مسدساتهم، فأردوه قتيلاً في الحال وتواروا عن الأنظار..
وطبعاً الاتهام جاهز "إنها القاعدة"، ويقال إن الرجل كان طيباً، وهل يدفع الثمن اليوم غير الطيبون؟!
وتتوالى الحوادث في هذه المدينة التي كانت مدينة السلام والمحبة، لكن من هي هذه الـ"قاعدة" التي تمتلك كل هذه الجرأة وذلك الذكاء في اختيار ضحاياها بدقة متناهية وتفلت من العقاب في مدينة عدن التي سماها الانجليز إبان احتلالهم لها بـ"عنق الزجاجة"؟!
ويستمر الانفلات الأمني باضطراد، وتزداد الحوادث تصاعداً ويعجز المواطن والمراقب "أحياناً" عن إيجاد تفسير منطقي لما يحدث!!
من يقتل؟! من يمول عمليات القتل؟! من ينفذ؟! ولمصلحة من كل هذا العبث بالأرواح والدماء؟!
ويخشى أبناء عدن أن يأتي يوم يقتل فيه القاتل ضحيته ويشرب كوباً من الشاي كنخب نصر ويجفل عائداً إلى موقعه بكل اطمئنان بعد أن ينفخ ماسورة بندقيته من بقايا البارود.. ألا توجد هناك طريقة أخرى لخدمة الأسياد غير إزهاق الأرواح وتخريب الوطن؟!
أما آن لهذا الوطن أن يستريح؟!
