محافظ أبين العميد/ صالح حسين الزوعري عودنا دائماً على فتح النوافذ المغلقة وطرح القضايا الهامة على طاولة النقاش بشفافية لم نعهدها في سواه.. وربما أن الرجل يشعر أنه لم يخض في بركة الفساد التي خاض فيها كثيرون ولديه ثقة كبيرة في نفسه.. وهذا الطرح يؤيده الواقع في كثير من مواقف الرجل كمسؤول يشعر بوخر الضمير في التعامل مع هموم الناس ومعاناة الوطن.. عند توليه إدارة المحافظة دعا ـ ذات يوم ـ الصحفيين من كل الأطياف السياسية إلى اجتماع المكتب التنفيذي وناقش على الملأ مشاريع خليجي 20 المتعثرة وأسباب تعثرها.. ويومها تناولنا ما دار في الاجتماع بصحيفة "أخبار اليوم" فأثار ذلك حفيظة بعض المسؤولين.. واليوم وبعد أزمة زنجبار مازال الرجل لم يغير قناعاته ودعا الصحفيين إلى اجتماع للمكتب التنفيذي في فندق "ميركوري" بخور مكسر عدن وفتح نقاشاً صريحاً حول الكثير من القضايا الحساسة مما أثار حفيظة بعض مدراء العموم ومما قال: الكثير من مدراء العموم يشتغلون في المقايل ببضاعة "مزجاة" مع نميمة وقيل وقال ويحملون المحافظ كل أوزار النزوح..
وتساءل أمام مدراء العموم لماذا لا يأتون إلينا وتكون لديهم الشجاعة في قول الحق؟! وقال عن الصحافيين: الإعلام ذبحنا جميعاً سلطة ومعارضة.. هناك خروج عن الذوق والأخلاق في التناولات الإعلامية وحتى من بعض الساسة.. وطالب الجميع أن يعودوا إلى رشدهم بعد توقيع المبادرة الخليجية، داعياً إلى الوقف الفوري للحملات الإعلامية من الجانبين وعلى الشرفاء أن لا ينجروا نحو الاستفزازات الإعلامية لأنها هي التي اشعلت فتيل الأزمة "كما قال".
وانتقد سلوكيات بعض النازحين المسيئة لأبناء أبين، مؤكدا أننا ضيوف عند أهالي عدن ويجب أن نحسن المعاملة ولا نسيء إلى من استضافنا واستدرك قائلاً: أبناء أبين محترمون ولا يمثلونهم من فقدوا أخلاقهم.
دعا حكومة الوفاق الوطني إلى اعتبار زنجبار مدينة منكوبة واعطاؤها الأولوية في إعادة الإعمار.. كما أعلن أمام الحاضرين دعوته لقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية لفتح طريق عدن أبين الذي سبب إغلاقه كارثة لا تقل سوءاً عن الحرب الدائرة في زنجبار، مشيراً إلى أن إغلاق الطريق لا يشكل أي أهمية أمنية.. وكأنه يشير إلى مآرب أخرى وراء إغلاق الطريق.
واختتم حديثه بدعوة الجميع إلى فتح صفحة جديدة بعد توقيع المبادرة الخليجية ونبذ الخلافات وثقافة الحقد والكراهية والاتجاه إلى البناء الوطني بصدق أن كنا حريصين على سلامة وأمن واستقرار هذا البلد الطيب، وقال: ليعلم الجميع أننا في أبين لم يعد لنا صبراً على ما يدور في المحافظة.. فإما يخرج منها المسلحون بالحوار أو بالقوة كفى عبثاً وقتلاً وتشريدا لأبناء زنجبار.
مدير عام الإعلام محمد الحاج طرح عدة أسئلة في مداخلته منها: خمسة ألوية في أبين لم يستطيعوا إخراج المسلحين لماذا؟! وأجاب بنفسه: لأن كل لواء يراقب اللواء الآخر ولا يراقب المسلحين!! هل يراد معاقبة أبين على مواقفها الوطنية؟! وأتهم شخصيات بعينها أن لها مصلحة في إطالة الحرب وطالب المحافظ بإقامة احتفال بالتوقيع على المبادرة فرد عليه المحافظ: هات لنا أرض نحتفل عليها.. ألا ترى أنا نازحين؟!
مدير مكتب الشباب والرياضية حسين البهام قال: نحن في المؤتمر خطأنا هو من أوصل المعارضة إلى السلطة والآن نحن مهددون من داخل السلطة وعلى المؤتمر أن يعلموا أن الأزمة بدأت وعليهم أن يستعدوا لها.
مدير مكتب التخطيط الدولي حيدرة الشدادي قال: المبادرة حققت الفوز للجميع لا غالب ولا مغلوب وعلى البهام أن يفهم.. وليعلم الجميع أن الأجهزة الأمنية هي من تآمرت على أبين.
وعقب المحافظ قائلاً: إذا اشتغلت صح لا أحد سيزايد عليك أما إذا أخفقت فأنت تحت المجهر لأن الحكومة مشتركة والكل يراقب.. وكأن المحافظ يقول للبهام ولمن على رأيه بلسان الحال لا المقال: عصر احملني وأحملك انتهى.. إصح يا نائم.
منصور بلعيدي
المحافظ يعلن: زنجبار مدينة منكوبة 2496